Page 58 - Demo
P. 58
بط 1: 8). إ ًذا، فالأيقونات تُظهر لنا فرح الصلاة أمام الرب يسوعالمسيح،ووالدةالإله،وجميعالقديسين،ومعجميع المؤمنين المصلين في كنيسة المسيح من كل العصور ومن كل
العالم أينما وجد مستقيمون في إيمانهم. عندما ندخل إلى الكنيسة ونرى أيقونات كثيرة
للقديسين ندرك أكثر ما هي الأرثوذكسية. إنها ليست فردية تعزلالأشخاص،كماوليستإجماليةتتنّكرلميزاتهم،كل قديس له اسم وشكل مميز، كما وأن كل شخص في الثالوث القدوسلهاسموصفاتتميزه.هذهالشركةالأبديةبين أشخاصلهمفرادتهمهوسرالكنيسةوجمالالأرثوذكسية. يقول اللاهوتي الفرنسي أوليفيه كليمان: «إن المسيحية هي دينالوجوه»،إنهادينأشخاصيحَيونفيشركةأبدية،
وليست مجرد دين كتب ومعتقدات مقدسة.
الناس حياة أبدية، نزل إلى الأرض ليرفعنا إلى السماء، شاركنا حياتنا الممتزجة بالموت ليهبنا حياة لا يعروها موت. هذه الحقيقة الإلهية نراها ُمع ًبرا عنها في الأيقونة، رأى نثنائيل المسيح بأعين الإيمان فعاين ألوهيته؛ وهكذا في الأيقونة، لا يُرسم فقط شكل المسيح المنظور بالأعين البشرية، بل ومجده ونوره غير المخلوق، اللذان لا يعايَنان إلا بأعين الإيمان، مرمو ًزا لهما بهالة مذهبة حول الرأس وخلفية
ذهبية نيرة لكل الأيقونة. لذلك، الأيقونة الأرثوذكسية هي اعتراف كامل بالإيمان
القويم، بتأنس ابن الله ليؤله الإنسان بنعمته. الأيقونة اعتراف يفتح أمامنا نافذة على الملكوت، فنسجد أمام مشهد الرب يسوع ووالدة الإله والقديسين في المجد والنور، ولنا كلالثقةأننابإكرامناللأيقونةنكّرمبشكلأكيدالشخص
الظاهر لنا فيها.
الأيقونة وفرادة الأرثوذكسية:
ليست الأيقونات في الكنيسة لوحات فنية، بل هي مدعاة للصلاة، إشارة لحضور المسيح، ولصلوات القديسين معناومنأجلنا.نرىفيأيقونةالربيسوعتأكيًدالوعده: «ها أنا معكم طول الأيام إلى انقضاء الدهور» (مت 28: 2٠).ندخلالكنيسةكليومأحد،ونقِّبلأيقونةقيامة المسيح، إذ بها يباركنا -كما بارك حاملات الطيب في يوم
قيامته- ليقول لنا: «افرحوا.. لا تخافوا» (مت 28: 9-1٠). الأرثوذكسيةليستنظريةأوقناعةبأناللهموجود في مكان ما، في السماء، بل هي علاقة حية للمؤمن مع الله المتأنس،معالمسيح،فيكنيسته.إنالأيقونةتجِّسُدهذه العلاقةالحية،تستنزلهاوتترجاهاأنتصيرواقًعامعاًشا، تجعلنانصافحبفرحالمسيَحوقديسيه،لذلكيقولبطرس الرسول:«الذيوإنلمتَروهتحبونه،وإنكنتملاترونهالآن لكنكم تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا يُنطَق به ومجيد» (1
58 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠