Page 59 - Demo
P. 59
لغوية ندعوها العقيدة الأرثوذكسية (أو المستقيمة الرأي)، وكان انسكاب العقيدة في لغة وتعابير بشرية ثمر َة خبرة القديسين مع الله، وثمرة طهارة حياتهم، وتعب ًيرا عن
الإيمان بكشفه الإلهي للكنيسة. لهذا،تتلوالكنيسةعلىمسامعنافيهذاالأحد
لمــاذا نخــرج فــي زيــاح للأيقونــات المقدســة فــي هــذا الأحــد؟
إن القديسين هم معلمون وأصدقاء لنا. معلمون لأننا عندما نرى أيقوناتهم ونسمع سير حياتهم نتعلم ونتقوىفيالإيمان،نتشجعنحنأيًضافيضيقاتناعندما نرى وجههم الن ِّير رغم ضيقاتهم وتجاربهم التي مروا بها،إنهمأصدقاءلناأيًضالأنهميصلونمعناومنأجلنا. لذا، فزياح الأيقونات هو تبشير بحياة مقدسة عاشها القديسون، وهو دعوة لنا منهم، كمعلمين وأصدقاء لنا، إلى غبطة إلهية اختبروها عبر الاعتراف بأمرين غير منفصلين: الإيمان القويم، والعيش المستقيم، أي «الإيمان العاملبالمحبة»(غل6:5).إنزياحالأيقوناتهودعوة
لملكوتالسماوات.
تأكيدات كثيرة تركز على أهمية الإيمان المستقيم، لا بل
حتىأنخدمةهذاالأحدتغدوأشبهباحتفالمهيب
ومطول بدستور الإيمان. وهنا يمكننا أن نعرض المقارنة
التالية: كما أن دستور الإيمان يُتلى في القداس الإلهي
كمرحلة مفصلية بين قداس الموعوظين والقراءات الكتابية
من جهة، وصلاة تقدمة القرابين لتحويلها إلى جسد
المسيحودمهالمكَّرَمينمنجهةثانية؛كذلكالأمرأيًضا
فيالصومالكبير،نتهيأأسبوًعاكامًلالنصلإلىالاعتراف
بهذا الإيمان في أحد الأرثوذكسية، حتى يغدو صومنا
بعدهكلهليتورجياتترقبتجليالمسيحفيحياتنا،انتظاًرا
للشركة الإفخارستية في يوم الفصح، صخر ًة تستقر عليها
يأتي أحد الأرثوذكسية ليختتم الأسبوع الأول من كنيسة المسيح ومفتا ًحا لغفران الخطايا ولأبواب ملكوت الصوم،وهوأسبوعتفّرغللهعلىقدرمحبةالإنسانالسماوات(مت18:16-19).إنعيدالأرثوذكسية، وقدرته، ويحيا الرهبان بشكل خاص هذا الأسبوع في كنتيجة، يمثل درجة ُتمهد للدخول في سر آلام المسيح
وقيامته، وخطوة تترجى حضور المسيح في حياتنا بنبذ الخطيئة والاعتراف بالإيمان القويم. هذه خلاصة مسيرة الأسبوع الأول من الصوم ومسعاه وهدفه.
إن أحد الأرثوذكسية هو المناسبة لنقول إن إيماننا باللهليسإيمانًانختلقه،بلمعرفةتنكشفلناإذاارتضى. اعترافنابعقيدةواحدةلاتتغير،وتصويرنالأيقوناتتعكس لنامجدهوصلاحه،همانتاجكشفهالإلهي،وتجسده،وكم ارتضى أن نعرفه. وكنتيجة، بإيماننا وعقائدنا وأيقوناتنا، نترجى أن نعرف الله كما شاء ويشاء هو، لتكون لنا حياة معه؛وإلانكونعبيًدالإلهاصطنعناهكماشاءهوانا،وثًنا
يخدم مصالحنا وغاياتنا في هذا العالم.
صوم انقطاعي وصلوات وقراءات مكثفة. أسبوع هدفه السعي لتنقية القلب ويكلله التعييد لأحد الأرثوذكسية، لماذا؟ ليس فقط لأن استعادة إكرام الأيقونات حصلت في هذه المناسبة، بل ولأن التعييد لأحد الأرثوذكسية يعني امتنانًاوطلًبا؛امتنانًالإنعاماللهعلينالأنهكشفنفسه لنابتجسدهليخلصنا؛وطلًبالأننعرفهولتكونلناحياة معه،وأماهذاالطلبفليسممكًناإلابتنقيةالقلببناًء على ما أوضح هو بقوله: «طوبى لأنقياء القلوب فإنهم لله يعاينون» (مت 5: 8)، وكذلك القديس يوحنا السلمي بقوله:«إنكمالالطهارةهوأساسمعرفةالله».لقد سكب الآباء القديسون معرفتنا لله وإيماننا به في تعابير
الارتبــاط الروحــي لأحــد الأرثوذكســية مــع مســيرة الصــوم الكبيــر:
|59