Page 280 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 280

‫‪ ،00‬هل لمحظدا ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                                                                         ‫‪028‬‬
                                                  ‫((هكقشف أمريكا"‬

                           ‫"ان أبناء غاليبولي أمضوا حياتهم في البحر كالتماسيح ‪ ،‬وكانت‬

                           ‫البحر والسفن ليلأ ونهازا"‬  ‫أسرّتهم القوارب ‪ ،‬وهدهدتهم‬

‫(المؤرخ العثماني ‪ :‬ابن كمال )‬

‫هنالـمعلومات تاريخية رضعناها منذ الصغر وكأنها حقائق كونية أنزلها اللّه على‬

‫البشر فلم تعد قابلة للنقد "بالدال لا أو النقض "بالضاد" ! بل إنه في كثير من الأحيان ما‬

 ‫يُتهم فيها مكذب هذه الحقائق المزيفة بالجهل والتخلف ‪ ،‬وقد ذكرنا خلال فصول سابقة‬
   ‫في هذا الكتاب أن من أهم بنود "نظرية الغزو الثقافي " هو تشويه تاريخ أبطالنا ورموزنا‬

‫والمبالغة في تمجيد أبطال الغرب وتعظيمهم ‪ ،‬وذكرنا أيضا أن هنالـبندٌ اَخر مهم ‪ :‬ألا‬

‫وهو طمس سيرة أبطال الإسلام الحقيقيين وإبدالها بحكاياقي أبطالٍ خرافيين لا مكان‬

  ‫لهم في التاريخ فضلًا عن الوجود‪ ،‬والحقيقة أن بطلنا الإسلامي هذا نال الشرفين من‬
‫أولئك الغزاة ‪ ،‬فهو معروفٌ في الأدب الغربي كقرصان بحار‪ ،‬على الرغم من كونه أمير‬

‫بحر إمبراطورية آل عثمان الإسلامية ‪ ،‬أما في الأدب العربي ‪ . . . .‬فلا ذكر له أضلًا‪ ،‬ففي‬

‫و‬                          ‫الإعلام العربية ومناهجنا التربوية لا تذكر اسمه من قريب‬  ‫الذي نجد أن وسائل‬  ‫الوقت‬
                        ‫أ‬

‫بعيد‪ ،‬نجد أن تلك الوسائل ذاتها هي التي تمجد شخصية خرافية مثل "سندباد" والتي لا‬

‫محل لها في الوجود التاريخي أصلًا‪ ،‬فمن هو سندباد؟ وما اسم أبيه ؟ وأي كتاب ترلـ؟ لا‬

‫شيء على الإطلاق طبعًا‪ ،‬فهو شخصية عديمة الوجود زرعها في أدمغتنا غزاة التاريخ‬

‫سندباد الخرافية مع طائر العنقاء‬  ‫لكي نكون نحن أيضًا عديمي الوجود مثله ! ! وقصص‬

‫ومغامراته لا تساوي شيئًا أمام مغامرات هذا البطل الإسلامي الحقيقي ‪ :‬بيري رئيس‬

                                                                                                                                                ‫رحمه اللّه تعالى‪.‬‬
‫وقصة هذا العظيم تعود الى (الأخوان بربروسا) الذان سبق لنا وأن تحدثنا عنهما في‬

  ‫بداية الكتاب ‪ ،‬فلقد قام بيري رئيس أيضًا بالمساهمة في إنقاذ المسلمين الأندلسيين من‬
   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285