Page 275 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 275

‫‪275‬‬                            ‫لمحلإ! ا !ب!د التا ابرنج!‬                        ‫‪،00‬‬

‫في الأدبي !" والحال نفسه مع طلاب القسم الأدبي اذا سُئلوا عن درجة غليان الماء مثلًا!‬
         ‫أما علماء الإسلام فلم يكونوا بهذا التخاذل ‪ ،‬فلقد برع العالم الواحد في الفقه والحديث‬
                                               ‫والفلك والشعر والجبر واللغة والفلسفة والكيمياء في ان واحد‪.‬‬
                                                                                                                                    ‫(التميز الاْد ايى ))‬

‫في شرفٍ مروم ‪ . . . .‬فلا تقنع‬  ‫كان الشعار الموحد لعلماء المسلمين هو‪ :‬إذا غامرت‬

‫بما دون النجوم فالعلماء المسلمون تميزوا عن باقي علماء البشر بأنهم على الرغم من‬

‫انفتاح!م على علوم من قبلهم دون تعصب ‪ ،‬فإنهم لم يقلدوا‪ ،‬بل ابتكر ‪ ،1 9‬فابتكر‬
                                                ‫المسلمون علومًا جديدًا لم تكن معروفة قبلهم (كما سنرى )!‬

 ‫وثابت بن قرة جمع في عبقريته الفذة هذه الصفات الثلاث ‪ ،‬فكانت بدايته كبداية !لى‬
‫عالم مسلم بالمساجد والكتاتيب ‪ ،‬فتعلم اللغة العربية (أساس البداية الصحيحة إ)‬

‫والشعر والفقه والحديث وعلوم القران الكريم ‪ .‬وعندما أتم ثابت الخامسة عشرة من‬

‫عمره ‪ ،‬التحق بحلقات العلم في المسجد الجامع بحرّان ‪ ،‬ليتلقى تعليمه العالي وليتعلم‬

  ‫بجانب العربية اللغتين السريانية واليونانية ‪ ،‬ثم تلقى ثابت بحلقات هذا المسجد دروس‬
‫الفلسفة والرياضيات والفلك والمنطق والطب بهذه اللغات الثلاث ‪ ،‬ودرس الكتب‬

‫المعتمدة في العلوم البحتة ‪ ،‬وهي كتب ‪ :‬أرسطو وأفلاطون وإقليدس وجالينوسا ثم برز‬
‫ثابت بين أقرانه في المسجد الجامع الكبير‪ ،‬وتميز بعقليته الموسوعية في الفلسفة‬

‫والرياضيات خاصة ‪ ،‬فأجيز ثابت في العلم والتدريس ‪ ،‬فصار له الحق في كشف أسرار‬

‫العلم ‪ ،‬وتفسير كتب أرسطو وأفلا طون وإقليدس وغيرهم ‪ ،‬ليتصدر ثابت بن قرة‬

‫التدريس بالمسجد الجامع الكبير وهو في العشرين من عمره فقط عام ‪ !03‬هـ‪ ،‬فذاعت‬
 ‫شهرته في الآفاق ‪ ،‬وأخذ يدرِّس طلاب العلم بالمسجد الجاميم كتاب "المخروطات"‬

‫التارنتي ‪ .‬وبرع ثابت‬  ‫لأبولونيوس الصوري ‪ ،‬وكتاب دا الإيقاع الهرموني " لأرستكسينوس‬

‫في علم الهندسة حتى قيل عنه أنه أعظم هندسي مسلم على الإطلاق ‪ ،‬وقال عنه المؤرخ‬

‫العالمي المشهور "يورانت ول" ‪" :‬ثابت بن قرة أعظم علماء الهندسة المسلمين ‪ ،‬فقد‬

‫ساهم بنصيب وافر في تقدم الهندسة ‪ ،‬وهو الذي مهد لإيجاد علم التكامل والتفاضل‪،‬‬
 ‫كما استطاع أن يحل المعادلات الجبرية بالطرق الهندسية ‪ ،‬وتمكن من تطوير وتجديد‬
   270   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280