Page 304 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 304

‫‪ ،00‬هل لحظ!ا ‪ 4‬اهة الإللللا!‬                                                     ‫‪403‬‬

‫الطوائف على علاته ‪ ،‬بل ظهر هذا البطل بعد سقوط الأندلس بعشرات السنوات ‪،‬‬

‫التفتيس ؟!!‬  ‫ما محاكم‬  ‫أدراك‬  ‫! ‪ . . . . . . . . . .‬وما‬  ‫التفتيس‬  ‫محاكم‬  ‫في زمن‬  ‫وبالتحديد‬

‫في قصة البطل الأموي محمد بن أمية ‪ ،‬أرى أنه من الفائدة بمكان أن‬           ‫وقبل أن نخوض‬

‫نعطي لمحة بسيطة عن محاكم التفتيس الكاثوليكية لسببين اثنين ‪ ،‬أولهما‪ :‬هو تقدير‬

  ‫لمدى عظمة هذا البطل الإسلامي والذي يكمن سر عظمته بظهوره في وقحخ صعب‬
‫للغاية مثل هذا الوقت بالتحديد‪ .‬والثاني وهو الأهم ‪ :‬هو وضع اكبر قدر من المعلومات‬

‫الموثقة من مورخي الغرب أنفسهم لشباب هذه الأمة لكي يتسلحوا بها ليخرسوا لسان‬

‫كل قذر يحاول وصم الإسلام بالإرهاب ‪ ،‬فنحن لا ننكر أن هناك من شباب المسلمين‬

‫المغفل من هو إرهابي ‪ ،‬ولكننا لم نجد في تاريخ المسلمين على الإطلاق مباركة من‬

‫علماء هذه الأمة لأي مجرم يعمل على قتل الاَمنين ‪ ،‬ولكننا في حالة محاكم التفتيس لا‬
  ‫نرى مباركة من القساوسة النصارى فحسب ‪ ،‬بل نرى اشتراكا لهم بالتعذيب بمباركةٍ من‬

‫بابا الفاتيكان نفسه ‪ ،‬ولقد آن الأوان للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان أن تقدم الاعتذار‬

‫لجرائم المسيحيين في حق المسلمين الأندلسيين ‪ ،‬كما سبق وأن قدمت اعتذازا رسمئا‬

‫على جرائم المسيحيين ضد اليهود! أما شباب هذه الأمة ‪ ،‬فعليهم أن يتسلحوا بالعلم ‪ ،‬لا‬
‫بالعنف ‪ ،‬فأنت عندما تستخدم العنف لإسكات صوت قذبى واحدٍ من أولئك الذين‬

‫يطعنون بالإسلام ونبيه ‪ ،‬فسيخرج لك مكانه ألف صوت يشتمون رسول اللّه !‪ ،‬أما إذا‬

‫رددت عليه بالعلم والوثائق التاريخية ‪ ،‬فإنك ستخرسه إلى الأبد‪ ،‬وما يدريك لعله يتحول‬

 ‫إلى مسلمِ بعد ذلك ‪ ،‬وقد كان كثير من الصحابة في جاهليتهم لا يسبون النبي وحسب ‪ ،‬بل‬
‫يتمنون قتله بأيديهم ‪ ،‬فالعلم سلاح المؤمن ‪ ،‬وهو سلاح الأمة الأقوى الذي حكمت به‬

  ‫مشارق الأرصْ ومغاربها‪ ،‬أما الاَن فلنستعرض سوية قصة محاكم التفتيس ولنبدأها من‬
                ‫ساعة الصفْر‪ ،‬وبالتحديد من يوم ‪ 2‬يناير من عام ‪ 2914‬م يوم سقوط الأندلس‪:‬‬

    ‫‪ ! - : 2914‬يناير‪ /‬كانون الثاني ‪ :‬السلطان أبو عبد اللّه الصغير يسلم مفاتيح غرناطة‬
      ‫واضعًا بذلك نهاية للحكم الإسلامي في الأندلس الذي دام ثمانية قرون ‪ ،‬تضمنت شروط‬

‫التسليم تعهد السلطات الإسبانية باحترام عقائد وعادات المسلمين الأوروبيين في‬
 ‫الأندلس والذين يقدرون بالملايين ‪ .‬ولكن ذلك السلطان المسكين نسي أن أولئك القوم‬
   299   300   301   302   303   304   305   306   307   308   309