Page 305 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 305

‫‪503‬‬                                                                            ‫لمحلإو ا !ب!د التا (يف!‬  ‫‪،00‬‬

‫لا يلتزمون بعهودهم أبدا‪ ،‬ولعله اطمأن على التزام المسيحيين بتلك الإتفاقية بعد أن‬
‫طلب من بابا الفاتيكان نفسه أن يوقع على تلك الإتفاقية ‪ ،‬وطبغا وقع البابا المجرم‬
 ‫بالعشرة على تلك الإتفاقية ‪ ،‬التي ما لبث أن بمث بها خروح السلطان مباشرة ‪ ،‬فياله من‬

  ‫ديني هذا الذي يبيح الغدر والخيانة ! وما هي إلا أيام حتى طرد المسيحيون اليهودَ الذين‬
‫كانوا يعيشون في الأندلس بأمان وسلام في ظل حكم المسلمين ‪ ،‬وطبعًا لم يجد اليهود‬

     ‫إلى الخلافة الإسلامية العثمانية لاستقبالهم على أرضها ليعيشوا في سلام بعد أن طردهم‬

‫في الموضوع أن هولاء اليهود بالتحديد الذين أنقذهم المسلمون‬                      ‫المسيحيون ‪ ،‬المضحك‬

‫العثمانيون هم الذين سيعملون بعد ذلك على تدمير الخلافة الإسلامية العثمانية بعد‬

‫ن‬                          ‫)‪ ،‬المهم‬  ‫الكتاب‬  ‫هذا‬  ‫في نهاية‬  ‫بالتفصيل‬  ‫إلى ذلك‬  ‫ذلك بأربعة قرون ونيف ! (وسنتطرق‬
                        ‫أ‬

‫الملكة القذرة إيزابيلا (التي لم تكن تغتسل ) وزوجها الملك فرديناند أصدر‪.‬وا أمرًا ملكيًا‬

‫‪ :‬هم المسلمون الإسبان الذين بقوا في بلادهم‬                                     ‫بتنصير كل الموريسكيين ‪ ،‬والموريسكيون‬

‫ظنًا منهم أنهم سيلاقون المعاملة الحسنة من إخوتهم الإسبان المسيحيين المشتركين‬

  ‫معهم في القومية والعنصر‪ ،‬هولاء الموريسكيون المساكين والذين لا يعرف عنهم شباب‬
‫المسلمين شيئًا‪ ،‬كانوا ضحية أكبر عملية إرهابية شهدها التاريخ الإنساني منذ ادم وإلى‬

‫يوم الناس هذا‪ ،‬فلقد رفض الموريسكيون تغيير دين الإسلام ‪ ،‬فحاول القساوسة في‬
   ‫البداية أن يغرّوهم بالطرق السلمية لتنصيرهم ‪ ،‬ولكن هيهات ! فأنى لهذا القلب الذي‬

‫عرف معنى التوحيد أن يعبد صليبًا من خشب أو حتى من ذهب ؟! عند ذلك بدأ الإسبان‬

    ‫عملياتهم الإرهابية الحقيرة بقتل المسلمين الموريسكيين‪ ،‬فانتفض المسلمون‬
   ‫الموريسكيون في جميع أنحاء الأندلس ليعلنوها ثورة ضد النصارى ‪ ،‬قبل أن يستخدم‬
  ‫هولاء المجرمون أبشع وسائل القتل في حق الموريسكيين لإخماد انتفاضاتهم الشعبية‪.‬‬

                                                                                                              ‫والسائل يتساءل هنا‪:‬‬
  ‫لماذا لم يهاجر الموريسكيون المسلمولىْ من بلادهم الأندلس بعد سقوط الحكم‬
  ‫الإسلامي فيها وتولي النصارى لمقاليد الحكم ؟ ألم يكن الأجدر بهم أن يهربوا بدينهم‬

                                                                                   ‫إلى المغرب الإسلامي ويتركوا الأندلس؟‬
‫والحقيقة أن هذا السؤال شغلني شخصيا‪ ،‬فقد تساءلت عن سر بقاء المورشنكيين في‬
   300   301   302   303   304   305   306   307   308   309   310