Page 307 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 307
7لا3 إف! التا شفلإ 4ا هلإد ،00
ا
الخنزير و البيت خاليًا من لحم فيها آية من كلام واللّه ،أو إذا وجدوا ورقة صغيرة
أ
الخمور ،عندها تبدأ أصعب مرحلة من التعذيب والذي لا يُوصف بكلمات ،ولقد
استغربت بالفعل خلال زيارني لمدينة "غرناطة " قبل عامٍ من الاَن ،من سر شراهة سكان
ولاية الأندلس الإسبانية بالتحديد للحَم الخنزير الذي يبيعونه في كل مكان ،بل إنني
عندما أردت أن أطلب طبق طعامٍ مكونٍ من الأسماك البحرية ،تفاجأت أنهم يخلطون
لحم الخنزير مع السمك!
والاَن لنبقى مع شهادة أحد الجنود الفرنسيين المسيحيين الذين أرسلهم نابليون
بونابرت سنة 8هـ 18م في حملة عسكرية على إسبانيا ،ليروي لنا بنفسه ما الذي وجده
الفرنسيون في كنائس الإسبان بعد مرور اكثر من 003سنة من التعذيب المستمر
للمورسكيين المسلمين:
"أخذنا حملة لتفتيس أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيس ،وكادت جهودنا
تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب ،إننا فحصنا الدير وممراته
وأقبيته كلها .فلم نجد شيئًا يدل على وجود ديوان للتفتيس .فعزمنا على الخروج من
الدير يائسين ،كان الرهبان أثناء التفتيس يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس
خافت وهو خاشع إلا تهمًا باطلة ،وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت
الرأس ،توشك عيناه أن تطفر بالدموع ،فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة
الدير ،لكن اللفتنانت "دي ليل لما استمهلني قائلأ :أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن
شيئًا مريئا .فماذا تريد مهمتنا لم تنته حتى الاَن؟! ! قلت له :فتشنا الدير كله ،ولم نكتشف
يا لفتنانت ؟! قال :إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر
تحتها .عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة ،فأذنت للضابط بالبحث ،فأمر الجنود أن
يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض ،ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل
غرفة على حدة -وكنا نرقب الماء -فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف .فصفق
الضابط "دي ليل " من شدة فرحه ،وقال ها هو الباب ،انظروا ،فنظرنا فإذا بالباب قد
انكشف ،كان قطعة من أرض الغرفة ،يُفتح بطريقة !اكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت
إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير .أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق ،