Page 26 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 26

‫كتاب‪ :‬أسرة السادة الأشراف آل الصرامي‬

‫والتهويل‪ ،‬ولكن لكي يعلم اللحق ما لقيه السابق‪ ،‬ولكي لا يظن من َو َجد‬
‫الطريق قد ل َحَبت‪ ،1‬والبراهين قد سطعت أن الأمر أتى بالهوينى‪ ،‬فيفرط‬

‫الجاهل‪ ،‬ويتساهل العاقل في حفظ هذا البيت بالتأليف‪ ،‬والتصنيف‪،‬‬
‫والتحقيق‪ ،‬والتذييل‪ ،‬والتشجير‪ ،‬والعناية التامة به؛ تحصي ًل‪ ،‬وتأصي ًل‪ ،‬حتى‬

‫لا يعود الإهمال فيقع الآخر ما وقع فيه الأول‪ ،‬فإن الأشراف سئمت الخصام‪،‬‬
‫وم ّلت الانقسام‪ ،‬ولقد عصفت بهم ًعصفة بن الأخيضر‪ ،‬فأحدثت بينهم‬

‫شر ًخا‪ ،‬وأحدثت بينهم صدًًع لا ترأبه الأعوان‪ ،‬ولم يع َرف بنو الحسن‪ ،‬بل‬

‫يعرف بنو السبطين الحسن والحسين َح َدث عم شرره‪ ،‬واستطار ضرره‪.‬‬
                                               ‫ً‬
‫الجبال‬  ‫من‬  ‫وأقوى‬  ‫عل ًما‪،‬‬  ‫البحار‬  ‫من‬  ‫أزخر‬  ‫رجالا‬  ‫فيه‬  ‫خسرنا‬  ‫لقد‬  ‫الله‬  ‫فو‬

‫َجلم ًدا‪ .‬ولكن خ ِّيرت بينهم وبين الله فكان رضا الله أحب إلينا من رضاهم‪،‬‬

                                            ‫والله حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
                      ‫ً‬
‫وبما أن الكتاب يتناول بن الأخيضر إجمالا‪ ،‬فلبد إلى الإشارة إلى‬

‫العلماء الأعلم الجهابذة الكرام؛ الذين صمدوا حين الياس‪ ،‬وبينوا الحق‬

‫وأيدوه‪ ،‬ووقفوا موقف الأسود‪ ،‬ودفعوا دفع السدود‪ ،‬حين كان الترغيب يسيل‬

            ‫له لعاب الحجر‪ ،‬والترهيب ترتعد منه فرائص فرسان البشر‪.‬‬

            ‫‪ – 1‬ل َحَ َب الطريق‪َ :‬و َضح‪ ،‬وال َّلحب‪ :‬الطريق الواضح‪ .‬انظر‪ :‬القاموس المحيط (ص ‪.)171‬‬

                                        ‫‪24‬‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31