Page 117 - aslamiat thalith
P. 117

‫‪¢SOÉ°ùdG ¢SQódG‬‬

                     ‫‪Éæà∏ëe AÉæHGC‬‬

‫خالد وعباس ﺻديﻘان منذ ﻛاﻧا ﻓي اﻻبتداﺋية وهما جاران أيﻀا وتﺠمﻊ‬
‫اﻷسرتين عﻼﻗة محبة وود ‪ ،‬ولم يﻜن أي منهما يﻔﻜر ﻓي اﻧتماء ﺻاحبه‬
‫ﻷي مذهب ‪ ،‬ﻓﻜان ﻛ ّﻞ منهما يه ﱡب لنﺠدة أخيه وﻗﺖ الﻀيﻖ ‪ ،‬ويسأل عنه‬
‫عند ﻏيابه ويبادل ﺻاحبه اﻷخ ّوة الﺼادﻗة ‪ ،‬و ب ّﺚ أعداء الدين سمومهم‬
‫ﻓي جسد اﻹسﻼم وجسد العراق ‪ ،‬ﻓوجد الﺸيطان مدخﻼ ﻹﻓساد أخ ﱠوتهم‬
‫وﺻحبتهم الﻘديمة إﻻ أن عاﻃﻔة اﻹخاء والتربية الﺼحيحة والﺜﻘاﻓة منعﺖ‬

                                                         ‫ذلﻚ ‪.‬‬
‫ﻓبعد حادﺛة جسر اﻻﺋمة المروعة التي ذهب ﺿحيتها أﻛﺜر من ألف‬
‫ﺷيعي عند أداﺋهم زيارة اﻹمام موسﻰ بن جعﻔر )´( ﻓي ذﻛرى استﺸهادﻩ‪،‬‬
‫ﻛان الﺼديﻘان يبﻜيان ﺻديﻘهما وجارهما الﺸهيد علي ومن دون اتﻔاق‬
‫اجتمﻊ ﺷباب المحلة وأﺻدﻗاء الﺸهيدعلي ﻓي مﺠلﺲ العﺰاء لﻘد ﻛان‬
‫ﺷباب المحلة‪ ،‬يﺨدمون الﻀيوف المعﺰين ﻓﺨالد يﻘدم الﻘهوة‪ ،‬وعباس‬
‫يﻘدم الماء‪ ،‬ويوسف يرﻓﻊ اﻗداح الﺸاي‪ ،‬وآخر يرﻓﻊ النﻔايات عن اﻷرض‪،‬‬
‫لﻘد ﻛان اﻷلم يعتﺼر ﻧﻔوسهم جميع ًا‪ ،‬وﻓي مﺠلﺲ العﺰاء أساء أحد الحﻀور‬
‫إلﻰ أبناء المذهب اﻵخر ﻓه ّب خالد للدﻓاع عن أبناء مذهبه ‪ ،‬ﻓماﻛان من‬
‫عباس اﻻ أن وﻗف ﻏاﺿب ًا و راﻓﻀ ًا تلﻚ اﻹساءة‪،‬وﻗال للرجﻞ ياعم‪ :‬إ ّﻧــﻚ‬
‫رج ٌﻞ ﻛبير وﻧحن ﻧحترمﻚ لﻜن ﻗولﻚ هذا يﺠرحنا جميع ًا ولن ﻧﻘبﻞ به‬
‫ﻧحن جس ٌد واحد ﻓﻼ تس َﻊ لتﻔريﻖ ﺷملنا‪ .‬وحينها ﻓﻘﻂ عرف عباس إلﻰ أي‬

                                          ‫مذهب ينتمي ﺻاحبه‪.‬‬
‫س ِمﻊ والد الﺸهيد الحوار وﻛﻼم ذلﻚ الرجﻞ المتطرف الذي أساء ﻹخوة‬
‫الدين ﻓما ﻛان منه ‪ ،‬إ ّﻻ أن ﻗـال له ‪ :‬ياحاج أﺷﻜر لﻚ تعﺰيتـﻚ لي بولدي‬

      ‫واﻃلب اليﻚ عـدم التﻔوﻩ بأي إساءة ﻹخوتي واﻹعتذار مما ﻗلﺖ ‪.‬‬
‫ﻓﻘال له الرجﻞ‪ :‬أخوتﻚ ؟ أجاب أبو الﺸهيد علي ‪ :‬ﻧعم إخوتي ﻓابناء‬

                                         ‫‪11٦‬‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122