Page 119 - aslamiat thalith
P. 119

‫ﻗال رسول الله )‪) :(¢U‬من ﺻ ّلﻰ ﺻﻼتنـا واستﻘبﻞ ﻗبلتنـا وأﻛﻞ ذبيحتنا‬
‫ﻓهو منا وﻧحن منه( ‪ ،‬وإن من ﻗام بهذا الﻔعﻞ ﻻينتمي إلﻰ مذهب بﻞ‬

‫ﻻينتمي إلﻰ اﻹسﻼم ﻓﻼ يﺠوز لنا أن ﻧنسب أخطاء الﻘتلة والمﺠرمين إلﻰ‬
‫مذه ٍب ؛ ﻷن اﻹسﻼم بريء من ﻛ ّﻞ الﻘتلة الذين ي ّدعـون اﻻﻧتماء إلﻰ مذهب‬
‫من مذاهب اﻹسﻼم ‪،‬واﻹسﻼم منهم براء ﻓهو سلم وسﻼم ورحمة وتأ ٍخ ‪،‬‬
‫وتعاون علﻰ الب ﱢر والتﻘوى وﻧﺼرة للﻀعﻔاء ‪ ،‬والدليﻞ علﻰ هذا اﻹخاء‬
‫مﺠلﺲ العﺰاء إذ يﻀ ّم الﺸيعة والسنة ولن ﻧسمﺢ ﻷعداء اﻹسﻼم بتمﺰيﻖ‬
‫وحدتنا ‪ ،‬بﻞ اﻧنا ﻓي داخﻞ أسرﻧا ﻧﺠد السني والﺸيعي ﻓﻘد تﺰوج الﻜﺜير‬

‫من أبناﺋنا وإخواﻧنا من أبناء المذهب اﻵخر ﻓاﺻبﺢ البيﺖ الواحد يﻀم‬

‫المذهبين وأﺻبحنا ﻛما يﻘال ﻓي أمﺜالنا العامية ) الﺨال وابن اﻷخﺖ (‪،‬‬

‫وإن هذا الﻔﻜر الﻐريب والدخيﻞ ‪،‬اﻧما هو ﻓﻜ ٌر متطرف أرادﻩ أعداء اﻹسﻼم‬
‫والمنتﻔعون لتمﺰيﻖ اﻷمة ‪ ،‬وتﺸويه ﺻورتها ﻓوجب علﻰ الﺠميﻊ أن يحذر‬

‫اﻹﻧسياق خلف مﺨططات أعداء اﻹﻧساﻧية والدين ‪ ،‬ﺛم استطرد الﺸيﺦ‬
‫ﻗاﺋ ًﻼ ‪:‬ساروي لﻜم ﻗﺼة رجﻞ يهودي ﻛان يرمي الﻘاذورات وﻓﻀﻼت‬
‫الحيواﻧات ﻓي ﻃريﻖ رسول الله )‪ ،(¢U‬حتﻰ م َّر يومان دون أن يﻔعـ َﻞ ذلﻚ‬
‫ﻓاستﻐرب رسو ُل الله ) ‪ (¢U‬ذلﻚ ﻓسأل عنه ﻓﻘالوا له ‪ :‬إﻧه مريﺾ ‪ ،‬ﻓما‬
‫ﻛان من رسول الله ) ‪ (¢U‬إ ﱠﻻ أن ذهب إلﻰ بيﺖ اليهودي ليـﺰورﻩ ويدعو له‬
‫بالﺸﻔاء‪ ،‬اﺿطرب اليهودي عندما رأى رسول الله )‪( ¢U‬يﻘابﻞ سوء خلﻘه‬
‫ووﻗاحته ‪ ،‬بأن يأتي ليﺰورﻩ وليطمﺌن عليه ‪ ،‬وحين سأل اليهودي عن ذلﻚ‬

‫أجابه رسول الله‪ :‬إن هذا هو خلﻖ ديننا ﻓهو دين السﻼم ‪ ،‬ﻓما ﻛان من‬
‫اليهودي إ ﱠﻻ ان يعترف بعﻈمة اﻹسﻼم وعﻈمة ﻧبيه ويعلن إسﻼمه‪ ،‬ﻧعم‬

‫هذﻩ هي أخﻼق اﻹسﻼم ‪،‬ﻓديننا دين رحمة ومحبة وسﻼم‪ ،‬وهﻜذا يعامﻞ‬

‫رسول الله )‪ (¢U‬يهودي ًا يﺆذيه ﻓﻜيف ﻧدعي اﻧنا مسلمون وﻻﻧﻘتدي بنبينا‬
‫إن اﻹسﻼم ورسوله بريء من ﻛـﻞ الﻘتلة ومن ﻛ ّﻞ أﻓعالنا الﺨاﻃﺌة واﻹسﻼم‬

  ‫بريء من ﻛ ّﻞ تﺸويه ﻧسبه إليه أعداء الدين‪،‬وان دم المسلم أعﻈم حرمة‬
       ‫عند الله من الﻜعبة التي هي من أج ّﻞ مﻘدسات المسلمين‪.‬‬

                                         ‫‪11٨‬‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124