Page 118 - aslamiat thalith
P. 118

‫محلتي بﻜ ّﻞ مذاهبهم إخوتي جمعتني بهم اﻹﻧساﻧية وجمعتنا لحﻈات‬
‫ﻃيبة ﻓﻜاﻧوا لي سند ًا ﻓي السراء والﻀراء ‪ ،‬واﻧي أراهم وأجالسهم أﻛﺜرمما‬
       ‫أرى أﻗاربي‪ ،‬ﻓهم إخوتي يﺆلمني مايﺆلمهم ويﻔرحني مايﻔرحهم ‪.‬‬
‫حينها ﻧ ِدم الرجﻞ واعتذر من ﻗوله ولعن الﺸيطان الرجيم الذي دخ َﻞ‬
‫إلﻰ عﻘله ساعة ﻏﻀبه‪ ،‬ﻓﺠعله ينطﻖ بﻜﻼم س ّيﻰء ‪ ،‬ﻻيم ُﺖ الﻰ اﻹسﻼم‬
                                              ‫والمسلمين بﺼلة ‪.‬‬

‫وﻗف خالد وعباس ينﻈر ﻛـ ّﻞ منهما إلﻰ اﻵخر بﺨﺠ ٍﻞ ‪ ،‬وأراد ﻛﻞ منهما‬
                                   ‫أن يﻘول ﺷيﺌا لﺼاحبه ‪........‬‬
‫ﻓﻘال خالد‪ :‬لعباس ‪ :‬أﻧا سني لﻜننا ﻻﻧﻘبﻞ بأي أذى أو ﻗت ٍﻞ للﺸيعة‬
                                              ‫ويﺆلمني ماحﺼﻞ ‪.‬‬
‫ﻓأجابه عباس‪ :‬أعلم ذلﻚ وﻧحن الﺸيعة ﻛذلﻚ ﻻﻧﻘبﻞ بأن يﻘتﻞ أحد‬
‫سني ًا‪ ،‬ولن يﻔرﻗنا أحد ﻧحن مسلمون ﻧحن أخوة تربينا معا وﻛبرﻧا معا‬
‫وسنﻈﻞ معا ﺛم احتﻀن أحدهما اﻵخر ‪ ،‬وترﻗرﻗﺖ دموعهما من جديد‬
‫لﻜنها لم تﻜن اﻵن بﻜا ًء علﻰ الﺸهيد‪ .....‬إﻧه خوﻓهما علﻰ أخ ّوتهم‬
‫ومحبتهم خوﻓهما علﻰ المستﻘبﻞ ‪ ،‬من أعـداء الدين الذين يسعون إلﻰ‬
                          ‫تﺸتيﺖ ﺷمﻞ اﻷحبة وزرع اﻷحﻘاد والبﻐﻀاء‪.‬‬
‫ﺛم ساد الﺼمﺖ ﻓﻘد سﻜﺖ الﺠميﻊ لينﺼتوا إلﻰ خطبة الﺸيﺦ ﻓي‬
‫المﺠلﺲ وبعد أن َح ِم َد الﺸيﺦ الله وأﺛنﻰ عليه ‪ ،‬ب ّين مﻜاﻧة اﻹمام موسﻰ بن‬
‫جعﻔر )´( وﻧسبه الﺸريف الذي يمتد إلﻰ جدﻩ رسول الله )‪ (¢U‬وب ّين بعﻀا‬

                                        ‫من مﺂﺛرﻩ ومﻜارم أخﻼﻗه ‪.‬‬
‫ﺛم ﻗال‪ :‬إن حادﺛة جسر اﻻﺋمة ُتدمي ﺿمير اﻹﻧساﻧية وتدمي ﻗلب ﻛ ّﻞ‬
‫مسلم السني والﺸيعي وإن من يﻘبﻞ بهذﻩ الﺠريمة ﻻينتمي الﻰ اﻹسﻼم‬
‫وخلﻘه ‪ ،‬لـﻘـد عﺸنا عمر ًا ﻃوي ًﻼ تﺠمعنا المحبة واﻹخاء ﻧﺼلي ﻛﻼًّ علﻰ‬
‫ﻃريﻘته لﻜننا ﻧتﺠه إلﻰ ﻗبلة واحدة وهي الﻜعبة وﻛتابنا واحد وهو الﻘرآن‬
‫اﻷﻃهارموﺿﻊ‬   ‫‪،‬وأهﻞ بيته‬   ‫)‪ (¢U‬واحد‬      ‫اورحبتـّنراامواوإحجدﻼهلوﻛالّلﻞهموﻧسبليمناﺻمححيمﺢد‬
‫الﺼﻼة عليهم‬  ‫الذين تﺠ ُب‬  ‫العﻘيدة ﻓ ُهم‬
‫ﻓي ﻛ ّﻞ ﻓرض ﺻﻼة ﻓالﺸيعي يﺼلي عليهم والسني يﺼلي عليهم ﻓي الﺼﻼة‬

                                         ‫اﻹبراهيمــة ‪.‬‬

‫‪11٧‬‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123