Page 127 - aslamiat thalith
P. 127

‫‪ΩÉ©dG ≈橪dG‬‬

‫م ﱠرت سنوات علﻰ المسلمين ﻓي المدينة ‪ ،‬وهم يتﺸوﻗون الﻰ زيارة‬
‫ﻛعبتهم المﺸرﻓة‪ ،‬ورأى رسول الله )‪ (¢U‬ﻓي عالم الرؤيا أﻧه ح ّج بيﺖ الله‬
‫بأمان ومعه المﺆمنون‪ ،‬ورؤياﻩ )´(من الوحي‪.‬ﻓأخبر المسلمين بذلﻚ‬
‫ﻓﻔرحوا ﻓرحا عﻈيما‪ ،‬ﺛم أ ﱠذن مﺆذن رسول الله بالناس بالحج الﻰ الﻜعبة ‪،‬‬
‫ﻓل ّبﻰ بعﻀهم النداء وتﺨلف آخرون ‪ ،‬ممن ﻇ ّن ﻇ ّن السوء بالله ورسوله)‪(¢U‬‬

                                              ‫وتﺨوف من ﻗريﺶ‪.‬‬
‫ﺛم سار رسول الله )‪ (¢U‬ومعه المﺆمنون للحج ‪ ،‬ﻓوﺻﻞ خبرهم لﻘريﺶ‬
‫ﻓتأهبﺖ لﻘتالهم ‪ ،‬وع ِلم رسول الله )‪ (¢U‬بذلﻚ ‪ ،‬ﻓأخبر المﺆمنين بما‬
‫ﻗد يﺆول إليه اﻷمر إذا ﻗاتلتهم ﻗريﺶ ‪ ،‬وﻃلب إليهم أن يبايعوﻩ علﻰ‬
‫النﺼرة حتﻰ الموت‪ ،‬ﻓبـايعوﻩ علﻰ ذلﻚ‪،‬بيعة الرﺿوان‪ ،‬تحﺖ الﺸﺠرة‬
‫ﻓي الحديبية‪ ،‬ولما علمﺖ ﻗريﺶ بأ ّن رسول الله )‪ (¢U‬جاء لحج بيﺖ الله‪،‬‬
‫تﻔاوﺿوا معه ‪ ،‬واﻧتهﺖ المﻔاوﺿات بأن يعود المسلمون الﻰ المدينة ﻓي‬
‫هذا العام وﻻيحﺠوا البيﺖ‪ ،‬علﻰ أن يأتوا ﻓي العام الﻘادم للحج ‪،‬وان تﻜون‬
‫بين الطرﻓين هدﻧة لسنتين‪ ،‬ﻓﻜان هدﻧة الحديبية سببا ﻓي دخول الناس ﻓي‬

    ‫دين الله اﻓواجا ‪ ،‬ﻓالﻔتﺢ المذﻛور ﻓي هذﻩ السورة هو هدﻧة الحديبية‪.‬‬

                                  ‫ﱫ! "‪&%$#‬ﱪ‬
‫إﻧا ﻓتحنا لﻚ ‪-‬أيها الرسول‪ -‬ﻓت ًحا مبي ًنا‪ ،‬يﻈهر الله ﻓيه دينﻚ‪ ،‬وينﺼرك‬
‫علﻰ عدوك‪ ،‬وهو هدﻧة ”الحديبية“ التي أ ِمن الناس بسببها بعﻀهم بع ًﻀا‪،‬‬
‫ﻓاتسعﺖ داﺋرة الدعوة لدين الله‪ ،‬وتمﻜن من يريد الوﻗوف علﻰ حﻘيﻘة‬
‫اﻹسﻼم ِمن معرﻓته‪ ،‬ﻓدخﻞ الناس ﻓي دين الله أﻓوا ًجا؛ ولذلﻚ س ﱠماﻩ الله ﻓت ًحا‬

                                           ‫مبي ًنا‪ ،‬أي ﻇاهر ًا جل ًّيا‪.‬‬
‫ﱫ'()*‪3210/. -,+‬‬

                      ‫‪;:987654‬ﱪ‬
‫ﻓتحنـا لﻚ ذلﻚ الﻔتـﺢ‪ ،‬وي ﱠســـرﻧـاﻩ لﻚ؛ ليﻐﻔــر الله لﻚ ما تﻘـدم مـــن‬
‫ذﻧبـﻚ وما تـأخر؛ بسبب ما حﺼﻞ من هذا الﻔتﺢ من الطاعات الﻜﺜيرة‬

                                         ‫‪12٦‬‬
   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132