Page 50 - aslamiat thalith
P. 50

‫ﻓاﺿطربﺖ معدتـه‪ ،‬وسأل الﺜاﻧي الذي بدت عليه سمات الﻔﻘراء والتعﻔف‬
‫عن سبب ألمه‪ ،‬ﻓأجاب أﻧه الﺠوع الذي ﻗ ﱠطﻊ أحﺸاءﻩ وجعله يتألم ‪ ،‬حينها‬
‫ﻗال الحﻜيم‪ :‬لوأعطﻰ الﻐني مازاد عن حاجته من ﻃعام للﻔﻘير ماتألم أي‬
‫منهم ‪ ،‬لذلﻚ جعﻞ الله تعالﻰ الﺰﻛاة واجبة والﺼدﻗة ﻓعﻞ مستحب ومندوب‬
‫يﺜاب اﻹﻧسان عليه ‪،‬ﻓﻜﻞ اﻷحﻜام الﺸرعية أوجدها الله تعالﻰ لﺼياﻧتنا‬

                                         ‫وحمايتنا وحﻔﻆ ﻛرامتنا‪.‬‬
‫مما تﻘدم يتبين لنا أ ﱠن أحﻜـــــام الله تعالﻰ تـــرسم لنـــا حياتنــــا وتبيــــن‬
‫ﻃريــﻖ الحيــاة الﻘـــويمـــة الموﺻــلة الﻰ ﻧعيم الحيـــاة الﺨالـــــدة ‪ ،‬وهذﻩ‬
‫اجﻷيـحداﻜاعملتـُﻰﻘ السﻔمرﻧدﺸاواﻃلــمــــﺠـتامتﻊا‪،‬ﻹﻛﻧـاﻧسـاﺖن عحلﻼﻰﻻأﻗ‪،‬ســوامماﻛخـامنسأــﺛـةر‪،‬هـﻓاماسيﻛـﺌـاانﻛأـﺛاﻧرهاﺖ‬
‫حراما وهذﻩ اﻷﻓـعـال هي ‪ :‬المباحــة‪ ،‬والمحرمـة‪ ،‬والواجبـة ‪ ،‬والمستحبة‪،‬‬

                                                    ‫والمﻜروهـة‪.‬‬
                                            ‫وسنبينها مﻔ ّﺼ ًﻼ ‪.‬‬
                                             ‫‪: áMÉѪdG ∫É©aC’G‬‬
‫هي اﻷﻓعـال التي يملﻚ ﻓيها اﻹﻧــسان حرية اﻻختيــار ‪ ،‬ﻓله الح ّﻖ أن‬
               ‫يﻔعـﻞ أو يتــرك‪ ،‬من دون أن ُيحاسبه علﻰ ذلﻚ الله تعالﻰ‪.‬‬
‫ﻓاﻹﻧسان حـ ّر ﻓي اختيـار ﻧوع الطعام والﺸــراب ‪ ،‬واﻷﻓعال المباحة هي‬
              ‫أوسﻊ اﻷﻓعال‪ :‬وأﻛﺜرها ﻓﻜﻞ ﺷيء حﻼل مالم يحرمه الله ‪.‬‬

                                          ‫‪: á`Ñëà°ùªdG ∫É©a’C G‬‬
‫هي اﻷﻓعـــال التي ح ّﺚ اﻹسﻼم علﻰ أداﺋهــا ‪ ،‬ور ﱠتب الله تعالﻰ ﺛوابـــا‬
‫علﻰ ﻓعــلها‪ ،‬ولم يرتب عـﻘـوبة علﻰ ترﻛهــا ‪.‬ﻛعيـــادة المـرﺿﻰ وزيــارة‬
‫اﻷخوان وﺻﻼة الليـــﻞ وﻗراءة الﻘـرآن ‪.....‬والهـدف من اﻷﻓعال المستحبـة‬
‫هو تنميــة اﻹحسـاس وبـوادر الﺨيــر ﻓي النﻔﺲ اﻹﻧساﻧيــة من خﻼل داﻓﻊ‬
‫أخﻼﻗي وإﻧساﻧي ‪ ،‬من دون أن يﻜون ملﺰما بها وهذﻩ اﻷﻓعال المستحبة‬

  ‫والمندوبة هي التي ترﻓﻊ درجة اﻹﻧسان يوم الﻘيامـة ومﻜاﻧته بين الناس ‪.‬‬

                                       ‫‪: á``ghô```µªdG ∫É©a’C G‬‬
‫وهي اﻷﻓعال التي ح ّﺚ اﻹسﻼم علﻰ ترﻛهــا ‪ ،‬من دون أن يﺸ ّرع عﻘــوبة‬

                             ‫علﻰ ﻓاعـلها‪ ،‬ولﻜنه يﺜيب علﻰ ترﻛها ‪.‬‬

  ‫‪4٩‬‬
   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55