Page 48 - aslamiat thalith
P. 48
ΩÓ°SE’G »a ΩGô`ëdGh ∫Ó`ëdG »fÉãdG ¢SQódG
لﻘد ﻛ ﱠرم الله تعالﻰ اﻹﻧسان وﻓ ّﻀله علﻰ ﻛﺜير من خلﻘه ،ووهبه ﻧعم ًا
ﻻتع ّد وﻻتحﺼﻰ ،ﻓوهبه ﻧعمة العﻘـﻞ واﻹدراك التي ميﺰته من الحيوان،
وبهذا العﻘـﻞ ارتﻘﻰ اﻹﻧسان ووﻓـر جميﻊ حاجاته المادية والمعنوية ،وإن
س ّر تﻜريم اﻹﻧسان يﻜمن بالعﻘـﻞ واﻹرادة والـتﺰام أحﻜام الله ،ومن ﻻيـلتـﺰم
أحﻜام الله يﻔﻘـد تـﻜريم الله ﻹﻧساﻧيتـه ﻷن سلوﻛـه سيﻜون بعيدا من العﻘـﻞ
وﺷبيها بسلوك الحيوان بﻞ أﺿ ّﻞ منه ﻗال تعالﻰ:
ﱫ! " - , + * ) (' & % $ #
>= < ; : 9 87 6 5 4 3 2 1 0 / .
?@ BAﱪ اﻷعراف1٧٩ :
َدحمدهﻓداَوله َماﻐااِلاي ِلهلةه َِموتَِعنعْارال ِﻷﺿﻰِحه مَﻜواَنعمْﻘاا ِلل َِﻷه َﺸو َاورِم َعِﺿري َمةوااهُلننايلواالُحهحِريﱠيﻔ ِاة،اظلﻓ َعﻜعلان ِمﻰدَلﻧةاعل َلت ُمهﺰةاعَتمل ْﻜهﻰِريذَوﻩِﻓم ِااﻖ ِﻹﻷا ْﻧلحََسﻀﻜا َاوِانمبوﻂسﺻياَيلناتا َﻧ ُيةل
الﺠميﻊ حﻘوﻗه وﻛرامته ﻓي ﻇﻞ الﺸريعة اﻹسﻼمية ،ﻓاﻷﻓعال المحرمة ﻻب ﱠد
من أن يﻜون ﻓيها تﺠاوز علﻰ الحﻘوق ،لذلﻚ ح ﱠرمها الله تعالﻰ علينا ،ﻓالله
تعالﻰ هو العادل الذي أرسﻞ رسله لنﺸر العدل ومحاربة الطﻐاة والﻈالمين،
ﻓمﺜ ًﻼ السرﻗة حرام ﻷن ﻓيها تﺠاوز ًا علﻰ حﻘوق اﻵخرين وعلﻰ ممتلﻜاتهم
الﺨاﺻة ﻓﻜ ّﻞ منا لو وﺿﻊ ﻧﻔسه مﻜان الﺸﺨﺺ المسروق ،ﻷح ﱠﺲ بمرارة
ﻓﻘ ِدﻩ لماله وجهدﻩ وﻗوته ،و ﻷدرﻛنا عﻈمة ُحﻜم تحريم السرﻗة وحﻜمة
العﻘوبة الـرادعة المترتبة علﻰ السرﻗة .
وﻛذلﻚ الﻐيبة محرمة ...ﻓمن منا يرﺿﻰ أن ينال الناس منه بﻜﻼم س ّيﻰء
ﻓي ﻏيبته ومن منا يﻘبﻞ أن ُيطعن ﻓيه ،وهو ﻻيملﻚ ﻗدرة الدﻓاع عن ﻧﻔسه
لﻐيابه وعدم علمه بمن يﻐتابه لذلﻚ ،ﻓﻘد وﺿﻊ الله تعالﻰ عﻘوبات لﻸﻓعال
المحرمـة ﻓـمـن يﻐتـاب الناس ُيحاسب حساب ًا عسير ًا يوم الﻘيامة ﻓتطرح من
حسناته وتﺆخذ لتﻜون ﻓي ميﺰان حسنات المستﻐاب .
4٧