Page 78 - kitab aljitmaeiaat alawil mutawasit
P. 78
دولة تدمر
تقع في بادية الشام (سوريا حالي ًا) حول نبع ماء يقع في منتصف المسافة تقريب ًا بين الفرات
من جهة ودمشق وحمص من جهة أخرى ،وقد أصبحت محطة للقوافل التجارية السائرة بين
العراق والشام ،التي تحمل تجارة الهند والصين إلى العراق ومنه إلى مدن البحر المتوسط.
تك ّون المجتمع التدمري من طبقة المواطنين (الأحرار) وطبقة العبيد وطبقة الأجانب
وطبقة التجار ،وكان الأحرار مكونين من عدد من العشائر ،ينتسب أفراد كل منها إلى
جد واحد ولم تكن هذه العشائر ذا مركز اجتماعي واحد وكانت كل قبيلة تتمتع ببعض
الاستقلال في شؤونها الخاصة ولها مجلس خاص ،كان يحكم تدمر مجلس للشيوخ ومجالس
للعشائر(الديموس) وكانت اسماؤها يونانية تدل على مقدار تأثر تنظيم المدينة بالنظم
الأغريقية ،وكان مجلس العشائر يضم افراد العشائر البالغين كافة ،أما مجلس الشيوخ فكان
يضم أصحاب الجاه والثروة و كبار السن ،ولهذا المجلس رئيس ونائب أو مساعد وفي القرن
الثاني ازداد نفوذ هذا المجلس وتناقص نفوذ مجلس العشائر.
تدمــــــــر
وأكثر أفراد العشائر كانوا يتسمون بأسماء سامية والقليل منهم بأسماء إغريقية ،أما
طبقة الاجانب فكان أكثرهم من الإغريق والعبيد المحررين ولم تكن لهم مكانة مميزة في
المجتمع ،وأيض ًا عدد من الفرس كانوا يعدون من الارستقراطية ،فضل ًا عن بعض الرومان ولا
سيما من الموظفين،كذلك كانت هناك طبقة التجار الذين يتمتعون بالمال والجاه ويقيمون
في المدينة.
77