Page 79 - kitab aljitmaeiaat alawil mutawasit

‫عمل التدمريون بالتجارة لعدم توفر مقومات الزراعة‪ ،‬لذا نشطت الحركة التجارية ولم‬
‫تقتصر على نقل البضائع بل اخذوا يعملون بشكل أكبر بالتجارة وتنظيم القوافل وتقديم‬
‫الخدمات لها‪ ،‬وهكذا ازداد عدد التجار فيها وكونوا لهم وكلاء وجاليات في العراق وبلاد‬
‫الشام ومصر وروما‪ ،‬وساعدهم عملهم التجاري في الاحتكاك بالأجانب مما وسع أفق نظرهم‬
‫مع استعمال لغات عديدة في بلادهم ولاسيما الآرامية والإغريقية التي ُكتبت بها معظم‬
‫وثائقهم كما عقدوا معاهدات مع القبائل المقيمة على ضفاف نهر الفرات وأعطوا بعض‬
‫شيوخهم الهدايا والأموال لتأمين مرور القوافل بسلام‪ ،‬كما فرضوا الضرائب على البضائع‬
‫التي تمر بتدمر وكانت أهم تلك البضائع الأنسجة الصوفية والحرير الصيني والزجاج‬

‫والعطور وزيت الزيتون والفواكه المجففة‪.‬‬
‫عبد التدمريــــون آلهة متعددة‪ ،‬إذ زادت عن الأربعيــن إلهـــ ًا اشهرها الآلهـــة‪( :‬بعل)‪،‬‬

‫و(بعل سمين) و (بعل السماء)‪ ،‬ويرحيل (إله القمر)‪.‬‬

‫معبد بعــــــل‬
‫وكانت هذه الآلهة تعبد عادة مجتمعة في معبد واحد‪ ،‬أما رجال الدين فكانوا يكونون طبقة‬
‫قوية ومعقدة‪ ،‬وكانت تقام عادة حفلات دينية فخمة في بعض الأعياد‪ ،‬وتعد فيها موائد فخمة‬
‫للطعام‪ ،‬وفيما بعد انتشرت المسيحية في تدمر منتصف القرن الثالث‪ ،‬وأصبح لها أسقفية‪،‬‬
‫وحين أسس الغساسنة دولتهم في بلاد الشام اتخذوها مكانا لهم ومحل إقامة‪ ،‬حتى جاء‬
‫الإسلام فحررها ضمن عملية تحرير بلاد الشام من حكم الروم البيزنطينين (سنة ‪ 634‬م)‪.‬‬

‫‪78‬‬