Page 82 - kitab aljitmaeiaat alawil mutawasit
P. 82

‫ضد غارات القبائل البدوية وضمان الأمن في المناطق التي يتألف أكثر سكانها من العرب‪،‬‬
                     ‫فضل ًا عن ضمان حياد الغساسنة في الحروب القائمة بينهم وبين الفرس‪.‬‬

     ‫أما الغساسنة فكانوا بحاجة إلى ذلك التحالف في هذه المرحلة المبكرة من تاريخ دولتهم‬
     ‫لبسط سلطانهم على أبناء القبائل العربية في بلاد الشام‪ ،‬كما نجحوا في اضافة مورد مالي‬
     ‫آخر يساعدهم في تأمين معيشتهم ولاسيما عندما أخذوا على عاتقهم حماية الحدود الشرقية‬
     ‫لبلاد الشام والمساهمة في حروب الروم ضد الفرس مقابل حصولهم على منح سنوية‬
     ‫ومكافأت نقدية وعينية من الروم‪ ،‬فضل ًا عما يحصلوا عليه من الغنائم في أثناء الحروب التي‬

                                                                 ‫كانوا يشاركون فيها‪.‬‬
     ‫تألف مجتمع الغساسنة من الأسرة الحاكمة التي تضم الشيخ أو الملك وأخوانه وأبناءه ثم‬

                 ‫فئة الأعيان وهم رؤساء البطون والأسر ثم فئة العامة أي أفراد القبيلة الأحرار ‪.‬‬
     ‫كان الطابع العسكري واضح ًا في حياة الغساسنة‪ ،‬وأصبح مفهوم العسكر أو المعسكر‬
     ‫مرادف ًا لمفهوم الشعب أو الاتحاد القبلي‪ ،‬ويترأس المعسكر أو الاتحاد الملك ويسمى‬
     ‫(حيرثا) أو الحارث الغساني‪ ،‬والحكم وراثي ينتقل من الأب إلى أبنه الأكبر وينحصر‬
     ‫في أسر ٍة حاكم ٍة واحدة جاء منها الملك‪ ،‬وكان الملك يحكم على وفق قاعدة الشورى في‬
     ‫الحكم‪ ،‬إذ يستشير أعيان قومه في المسائل المهمة قبل اتخاذه أي قرار في أوقات السلم‬
     ‫أو الحرب‪ ،‬انعكس ذلك في حياة الغساسنة وملوكهم اي إنهم لا يرغبون العيش في مدينة‬
     ‫محصنة ذات أبنية وقصور كما هو متعارف عليه‪ ،‬وإنما يفضلون التنقل والعيش في مخيمات‬

                                                  ‫عسكرية على وفق طريقة أهل البادية‪.‬‬

                                 ‫أحد قصور الغســـاســـــنة‬
‫‪81‬‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87