Page 77 - merit 40 apr 2022
P. 77

‫‪75‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                         ‫كمال علي مهدي‬

                   ‫الحصار ما قبل الأخير‬

                              ‫‪ -‬نعم‬      ‫صاحبتك تضحك حينما تراك عائ ًدا إلى البيت معل ًقا‬
      ‫كانت تراوده القصيدة عن نفسها‬                                            ‫في سحابة‬
       ‫كانت الأرواح تتصاعد كف َّقاعات‬
                                                       ‫أيها الجنوبي الذي يثأر الأنبياء منه‬
             ‫فإلى أين ينزلق الشعراء؟!‬    ‫لقد استأجرت ثلاثين عا ًما كي تصبح معلَّقة يترنح‬
                                  ‫‪...‬‬
                                                                          ‫بها الدراويش‬
       ‫صديقي كان كلما م َّر أمام المرآة‬        ‫ثم ثلاثين عا ًما كي تصبح شاه ًدا في القبور‬
                        ‫يعقر حصانه‬            ‫أصدقاء كثييرون م ُّروا من جانب هذا الجدار‬

                      ‫ويمزق قصائده‬                         ‫أنت الآن مكلف بمراقبة الموتى‬
                   ‫ويسير نحو الفنار‬                                         ‫وع ِّد الجنائز‬
           ‫وكلما نظر إلى السماء يقول‬
     ‫رب لم تركتني معل ًقا على الصليب‬           ‫لماذا تسأل الأطباء عن مؤامرة غشاء البكارة‬
    ‫وهم كالديدان نحو جثتي يزحفون؟‬                                 ‫وعن لون دم الحيض؟‬

                                                ‫وتسأل القبورعن لصوص الجثث المتحركة‬
                                                 ‫ويسألك البحر عن قطار ترهل في الجنوب‬

                                                                        ‫وعن طالع النخل‬
                                                                    ‫كيف يموت في الحال‬
                                                                   ‫حين يمسك جلد أفعى‬

                                                                        ‫شار ًدا في الرياح‬
                                                     ‫‪ -‬صديقك أشعر منك يا امرؤ القيس‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82