Page 172 - m
P. 172

‫العـدد ‪57‬‬                            ‫‪170‬‬

                                ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                     ‫الصباح ولم أفعل أي شيء‬
                                                                   ‫لأكوام الملفات التي فوق‬
   ‫أنه لست أنا الذي يتحدث‬         ‫الصغير يعرف سبب غياب‬            ‫مكتبي‪ ،‬كل أولئك الممثلين‬
               ‫إليها‪ .‬سألت‪:‬‬                  ‫أمه عن العمل‪.‬‬        ‫الموتى ينتظرون في صبر‪.‬‬
               ‫‪ -‬من هناك؟‬                                          ‫لقد تركت الشغل يتكوم‬
                                ‫‪ -‬طولها فقط تسع بوصات‪،‬‬              ‫أمامي‪ ،‬أحضر متأخرة‬
 ‫أخذ وقتًا طوي ًل لكي يجيب‪.‬‬          ‫لكن هذا الشىء المهم أن‬
                     ‫وقال‪:‬‬                                     ‫وأغادر مبك ًرا وأقضي الوقت‬
                                 ‫لديهم ذلك السلوك المتعاظم‬     ‫على التليفون‪ .‬لم يحب المدير‬
                  ‫‪ -‬جوان‪.‬‬                    ‫النظرة المفزعة‪.‬‬     ‫ذلك‪ .‬طلب من امرأة أخرى‬
‫كان ما زال محتف ًظا بالدخان‬
                                      ‫كان داني يضحك الآن‬           ‫في المكتب أن تحضر إليه‬
    ‫في رئتيه‪ ،‬ثم تركه يخرج‬                ‫تقريبًا‪ ،‬ثم أضاف‪:‬‬      ‫القهوة اليوم‪ .‬من المفترض‬
                       ‫كله‪:‬‬
                                  ‫‪ -‬ولهذا السبب يجب علينا‬            ‫أن هذا يجعلني أشعر‬
                  ‫‪ -‬جوان‪.‬‬        ‫أن نغير اسمها من سندريلا‬       ‫بالإساءة‪ .‬ومن المفترض أن‬
  ‫قال ذلك مرة أخرى‪ .‬لكنني‬
                                      ‫إلى فرنجهيد! إنه جيد‪.‬‬            ‫يجعلني ذلك حذرة‪.‬‬
     ‫لست متأكدة إذا ما كان‬                         ‫‪ -‬ماذا؟‬        ‫اتصل داني‪ .‬إنه مخدر أو‬
  ‫يتحدث إل َّي أم ينادي عليها‪.‬‬                                    ‫ثمل أو كلاهما م ًعا‪ .‬يريد‬
‫هناك امرأة عجوز على المقعد‬        ‫‪ -‬أنت تعرفين‪ ،‬سندريلا‪..‬‬         ‫أن يتحدث إلى أحد ما‪ ،‬أو‬
   ‫الآن‪ .‬تحمل حقيبة تس ُّوق‬       ‫سألته عن تدخين سندريلا‬
  ‫المصنوعة من الحبال‪ .‬وها‬                                          ‫بالأحرى يريد أن يكون‬
                                     ‫للمارجوانا التي يدخنها‬       ‫مستم ًعا‪ .‬كالعادة‪ ،‬الحوار‬
     ‫هي الحافلة تتوقف من‬            ‫هو‪ ،‬وقال نعم‪ ،‬وإنني لا‬     ‫بدا أنه يجب أن يبدأ بدوني‪.‬‬
                ‫أجلها‪ .‬قلت‪:‬‬         ‫بد أن أحصل على المزيد‪.‬‬        ‫دخل في عمق قصة حول‬
                                   ‫وإنه سيدفع المال‪ .‬ثم أراد‬      ‫سمكة تدعى‪ :‬ساركاستك‬
‫‪ -‬تحرك الثعبان الأحمر حا ًل‬       ‫أن يعرف ماذا كانت تلبس‬        ‫فينجرهيد‪ .‬أخبرني أنها من‬
       ‫ليأخذ سندريلا معه‪.‬‬                                        ‫الأسماك المحلية وأن لديها‬
          ‫فقال مصح ًحا لي‪:‬‬                  ‫سندريلا اليوم‪.‬‬        ‫فكاك كبيرة ج ًّدا تمتد إلى‬
                                      ‫حدقت في المقعد الخالي‬      ‫الخياشيم‪ .‬ولكنها ناد ًرا ما‬
 ‫‪ -‬فرنجهيد‪ ،‬ذلك هو اسمها‬                                           ‫تهاجم‪ .‬وهي فقط تعطي‬
                      ‫الآن‪.‬‬                          ‫وقلت‪:‬‬       ‫بعضها البعض قد ًرا كبي ًرا‬
                                ‫‪ -‬تبدو في لباس جيد‪ ،‬ترتدي‬          ‫من الأهمية‪ .‬ثمه حماس‬
     ‫أجلت الذهاب إلى الغذاء‬                                       ‫وتوتر في صوته يجعلني‬
      ‫بقدر ما أستطيع‪ ،‬لكن‬          ‫الملابس الكاشفة‪ ،‬شرطي‬          ‫أخاف قلي ًل عليه‪ .‬أريد أن‬
 ‫عندما غادرت المبني لم يكن‬            ‫قصير ج ًّدا‪ ،‬يظهر أعلي‬
  ‫هناك أحد فوق المقعد‪ .‬فقط‬                                          ‫أسمع هذه القصة مرة‬
    ‫جودي جورج‪ ،‬سمسارة‬             ‫مؤخرتها‪ ،‬مموه اللون بين‬        ‫واحدة‪ ،‬أريد أن أصل معه‬
   ‫العقارات بالرسومات على‬       ‫البرتقالي والبني الصحراوي‪.‬‬      ‫إلى نقطة محددة‪ ،‬لكن عقلي‬
  ‫جبينها‪ .‬قدت السيارة نحو‬
  ‫ماكينة التصوير أمام مبني‬         ‫وتلف مندي ًل أصفر حول‬             ‫مشوش‪ ،‬سمعته يقول‬
   ‫الرايت أيد‪ .‬دخلت الكشك‬        ‫ثدييها كما لو كان صديرية‬         ‫جزيرة أناكابا ولكن فات‬
 ‫وأدرت المقعد الدوار لأجعل‬      ‫نسائية‪ ،‬إنها تبدو مثل قوس‬         ‫الأوان‪ .‬أفكر ثانية لماذا لا‬
 ‫نفسي أكثر ارتفا ًعا‪ .‬سحبت‬                                       ‫تجلس الفتيات على المقاعد‬
  ‫الستارة الصغيرة وجلست‬            ‫قزح جميل ودبق‪ ،‬وتلبس‬        ‫اليوم‪ ،‬وإذا ما كان ابن كيتي‬
  ‫بهدوء لدقيقة‪ .‬شعرت أنني‬         ‫حذا ًء ثقي ًل‪ ،‬من ذلك النوع‬
‫غير مستعدة لأي شيء‪ .‬مثل‬          ‫الذي يثقل رفعه‪ ،‬لكنه يجعل‬
   ‫الذهاب إلى رحلة معسكر‪،‬‬           ‫ساقيها تبدوان جميلتين‪.‬‬
    ‫وليس معك سوى مشط‬            ‫سمعته يأخذ نف ًسا طوي ًل من‬
                                  ‫السيجارة‪ ..‬المارجونا؟ كان‬
                                    ‫يقرقر بها تقريبًا‪ .‬ثم قال‬
                                  ‫شيئًا ما في صوت حميمي‬
                                  ‫هامس‪ ،‬وبعد لحظة أدركت‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177