Page 173 - m
P. 173

‫حول العالم ‪1 7 1‬‬                  ‫بع ًضا من الدخان مباشرة‬       ‫وعلبة علك‪ ،‬ذلك ما أشعر به‬
                                 ‫في جهي حيث أقف بجواره‪.‬‬                               ‫الآن‪.‬‬
‫وتومض‪ ،‬أنظر خلسة‪ :‬طريق‬            ‫الجميع في الحجرة يراقب‪.‬‬
     ‫الشمس الغارية‪ /‬مركز‬                                         ‫غذيت الماكينة بكل العملات‬
     ‫المدينة التجاري‪ .‬تطوى‬         ‫لقد بدت جلسته غريبة في‬            ‫التي تريدها‪ ،‬وانتظرت‪،‬‬
                                ‫مقعدي لأنه كان مرتف ًعا ج ًّدا‬
   ‫الأبواب إلى الخلف وينظر‬       ‫بالنسبة له‪ ،‬كما بدا أنه غير‬       ‫هناك خمس ومضات‪ ،‬ثم‬
 ‫السائق نحوي‪ .‬لم أركب قط‬                                         ‫انتظرت أكثر‪ ،‬بينما الماكينة‬
 ‫حافلة مركز المدينة من قبل‪،‬‬        ‫متوازن‪ .‬وقفت هناك‪ .‬غير‬        ‫تصدر صو ًتا‪ .‬حدقت أسفل‬
                                  ‫متأكدة ماذا أفعل‪ ،‬ذراعاي‬       ‫ولاحظت شريط الصور في‬
    ‫لذلك قفزت داخل العربة‬       ‫مطويتان على صدري‪ .‬كنوع‬
‫وأخذت مقع ًدا بجوار النافذة‪،‬‬    ‫من معانقة الذات‪ .‬يمكنني أن‬          ‫الفتحة‪ .‬هل تمت العملية‬
                                ‫أشعر بحواف الإطار المعدني‬       ‫فع ًل؟ رفعت الشريط ورأيت‬
  ‫كانت الحافلة أنظف وأكثر‬       ‫الذي سرقته من محل الرايت‬
‫خلا ًء مما تصورت‪ .‬عبر الممر‬     ‫أيد داخل سترتي وأثر حدته‬           ‫زوجين سعيدين‪ .‬وجهان‬
‫كانت هناك امرأة ذات ساقين‬           ‫على أضلعي‪ .‬إنه من أجل‬         ‫يبتسمان للكاميرا والعالم‪.‬‬
                                   ‫صورة الزوجين اللذين لا‬
  ‫ثقيلتين وقدمين منتفختين‬                                           ‫كيف جاء هذا الرجل إلى‬
    ‫تبظان من حذائها‪ .‬تومئ‬            ‫أعرفهما‪ .‬الأمر المضحك‬         ‫صورتى؟ ولكنها لم تكن‬
   ‫برأسها وهي نصف نائمة‬             ‫أن يكون ذلك مع صورة‬           ‫صوري‪ .‬كانت على نحو ما‬
   ‫بينما الحافلة تهتز بشدة‪،‬‬      ‫الزوجين اللذين لا أعرفهما‪،‬‬     ‫موجودة في الكشك من قبل‪.‬‬
    ‫وعند إشارة المرور لمحت‬                                         ‫الزوجان هما اللذان نسيا‬
    ‫موقف سيارتي هناك في‬              ‫إلا أن الزوجين يبدوان‬      ‫ببساطة أن يأخذا صورتهما‪.‬‬
                                  ‫أفضل على نحو ما‪ .‬أدركت‬         ‫ربما أخذ الزوجان عد ًدا من‬
  ‫شارع جانبي‪ .‬ثم سيارتي‬         ‫أنني أبتسم بشكل غير لائق‪.‬‬       ‫الصور ونسيا هذه الصورة‪.‬‬
 ‫والبناية حيث أعمل ‪-‬اعتدت‬                                       ‫شريط آخر من الصور سقط‬
 ‫أن أعمل‪ -‬وهما تبتعدان‪ .‬ثم‬          ‫جعلتني رائحة السيجار‬         ‫في الفتحة‪ .‬تلك هي صوري‬
  ‫اختفيتا جمي ًعا‪ .‬إذا بقيت في‬  ‫أشعر قلي ًل بالدوار والغثيان‪،‬‬      ‫ولكنني لم ألمسها‪ ،‬غادرت‬
 ‫الحافلة لمدة كافية‪ ،‬فستعود‬                                         ‫الكشك بما معي‪ .‬صورة‬
                                  ‫لكن في الخارج وأنا أجلس‬        ‫الزوجين اللذين لا أعرفهما‪.‬‬
             ‫بي مرة أخرى‬          ‫على مقعد موقف الحافلات‬        ‫كان المدير يجلس إلى مكتبي‬
                ‫‪-------‬‬           ‫أخذت أتنفس بعمق فبدأت‬            ‫عندما عدت‪ .‬وكان يبتسم‬
                                   ‫أشعر بالتحسن‪ .‬هل أقول‬            ‫ابتسامة عريضة وينظر‬
      ‫المؤلفة‪ :‬شيريل ألو‪/‬‬                                         ‫نحو تليفوني‪ .‬منتظ ًرا منه‬
 ‫‪ ،Cheryl Alu‬كاتبة أمريكية‬          ‫بالضبط «إنني استقلت»‬            ‫أن يرن‪ .‬أشعل السيجار‬
                                   ‫أم تخيلت ذلك عندما كنت‬        ‫الذي يحمله عادة‪ ،‬ولكنه لم‬
    ‫ومخرجة تعيش في لوس‬             ‫خارجة من المبنى؟ نظرت‬         ‫يكن يشعله أب ًدا بسبب منع‬
  ‫انجلوس وتعمل بها أي ًضا‪.‬‬       ‫إلى أعلي عبر النافذة محاولة‬      ‫التدخين في المبني‪ .‬لكنه لم‬
   ‫كتبت وأخرجت للتلفزيون‬            ‫رؤية المكان الذي تعودت‬          ‫يهتم بذلك هذه المرة‪ .‬إنه‬
                                                                ‫يكسر القواعد ويعمل مزحة‬
      ‫العديد من المسلسلات‬            ‫أن أجلس فيه‪ .‬لكنني لم‬         ‫‪-‬فقط مثلي‪ ،‬أعتقد أن ذلك‬
    ‫والمسرحيات‪ ،‬كما نشرت‬        ‫أستطع رؤية أي شىء داخل‬              ‫رسالة‪ -‬نفخ سحابة من‬
‫العديد من قصصها القصيرة‬         ‫المبني‪ .‬استطعت فقط أن أرى‬          ‫الدخان نحو تليفوني‪ ،‬ثم‬
 ‫في المجلات الأدبية المعروفة‪،‬‬    ‫أشجار النخيل منعكسة على‬        ‫سحابة إلى لوحة المفاتيح‪ ،‬ثم‬
    ‫وهي المحرر الأول لمجلة‬
  ‫‪ ،Swink‬والقصة المترجمة‬            ‫الزجاج‪ ،‬سحب وأشجار‬
                                    ‫نخيل على سماء سوداء‪.‬‬
      ‫هنا منشورة في موقع‪:‬‬
 ‫‪www.Barcelonareview.‬‬                 ‫توقفت الحافلة أمامي‪،‬‬

                      ‫‪com‬‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178