Page 153 - m
P. 153
151 تجديد الخطاب
عمر البشير عبد الله مسار عبد الله حمدوك ومدننا وقرانا في دارفور
وكردفان ومكنتهم من ارتكاب
عربان الشتات .فعربان الشتات يعيشون ،وإذا كانوا مدركين الفظائع المعلومة التي يندي لها
ينتسبون إلى الجد الأكبر «جنيد» لشراسة المجتمع الدولي و َمكره الجبين ،غير أن هذه المؤامرة لم
ال ُكبَّار ،فإنه لا ينبغي لهم التعويل تكتمل فصولها بعد ،فهي ترمي
الذي هو أيضا جد مجموعات إلا على الله وأنفسهم ،إذا أرادوا لتوطينهم في السودان ،وليس
كبيرة تستوطن دارفور وكردفان مجرد الاجتياح “فهناك حرب لا
لبلادهم أن تقف على قدميها بد من خوضها في هذه البلاد ضد
والنيل الأبيض .ويشمل ذلك ولعاصمتهم أن تعود ريا ًضا غنَّاء هؤلاء الذين تجرأوا كثيرا» ،كيف
الرزيقات والمسيرية والحوازمة على مقرن النيلين .وأول مقتضيات يكسب شعبنا هذه الحرب بعد أن
والمحاميد والماهرية وأولاد راشد ذلك هو ألا يسمحوا لما حدث بأن كسب جيشه معركة الخرطوم؟!
وبني هلبة والتعايشة والهبانية فماذا نحن فاعلون لنحول دون
يشتت جمعهم ويفرق كلمتهم. خلخلة مجتمعنا ،ولنمنع تكرار
والسلامات وخزام وسليم فعليهم أن يس ُّدوا المنافذ لمنع هذا
وأولاد حميد .ويحظى اسم غزو عربان الشتات لديارنا
«جنيد» باحترام كبير في الذاكرة الغزو من أن يتكرر. وتوطنهم فيها؟
الجمعية لهذه القبائل .لذا أسس فقد حرص من نظموا هذا الغزو
من نظموا «التشريقة» المئات من أترك للقارئ تسمية من دفعوا
المنصات الاجتماعية والإعلامية الاستيطانى على الاستفادة من بعربان الشتات «لتشريقتهم»
في الفضاء الإسفيري تحمل اسم المسميات القبلية المشتركة لعربان إلينا وأسميها «تشريقة» ،مقابل
جنيد .واستأجروا المقار لذلك «تغريبة» الهلاليين ،لأن الغزاة
الكيان القديم الجديد .وسميت الشتات مع بني عمومتهم من الذين أتونا قد انطلقوا شر ًقا
كبرى شركات آل دقلو «شركة قبائل جهينة بالسودان .فكان وليس غر ًبا ..وأترك للقارئ كذلك
الجنيد» .ثم نفضوا الغبار عن استحضار ما زود به مستنصر
ذكرى «عطية» و»حيماد» ،إبني الغطاء الذي استخدم لتنفيذ هذا الزمان الغزاة من عدة وعتاد
جنيد ،وجعلوا بإسميهما تمظهرات هذا المشروع الاستيطاني هو مما ذاع خبره .ولا شك أن القارئ
إدماج عربان الشتات في قبائل يتفق معي أن من دبروا هذا الغزو
جهينة السودان ذات الأسماء لن يبالوا بما لحق بالخرطوم
القبلية المطابقة لمسميات قبائل وأهلها ،ولن ينفقوا دره ًما أو
دولا ًرا لإعادة إعمارها ،ولن يأبهوا
إذا اندثر السودان وعفا أثره .هذا
رغم أن السودان جزء من المجتمع
الدولي ،كما كان يقول حمدوك،
ورغم أنه ملتزم بالتوقيع وشي ًكا
على الاتفاقيات الإبراهيمية ،ورغم
أنه اجتهد لاسترضاء أمريكا
والسعودية بقبوله وساطتهما،
فإذا كان بنو السودان يعتبرون
بمصائر من سبقهم من الأمم،
وإذا كانوا عارفين بالطبيعة
المتوحشة للإقليم الذي فيه