Page 128 - m
P. 128
العـدد 57 126
سبتمبر ٢٠٢3 د.رؤى جعفر صالح
(العراق)
بلاغة العتبات ومؤثرات التكرار..
قراءة في «نصف احتمال للفرح»
لعبير زكي
ويرى بعض الدارسين أن وظيفة العنوان نابعة من سياحة في العنونة
حيث كونه «علامة لها علاقات اتصال وانفصال
أولت الدراسات الحديثة اهتما ًما متزاي ًدا بجزئية
معه ،اتصال باعتباره وضع أص ًل لأجل نص معين،
وانفصال باعتباره علامة لها مقوماتها الذاتية (العنونة) في النصوص الأدبية ،وقد يكون مبعث
مثل هذا الاهتمام سعي الدارسين إلى إعطاء محيط
والدلالية ،وعليه فالعنوان قد يضم النص في حالة
اختزال أو يوازيه وف ًقا لبنيته التركيبية وحمولته النص أهمية مساوية لأهمية المتن ،مثلما كانت
إشارات رولان بارت وأمبرتو إيكو وجيرار جينيت
الدلالية ،وهنا قد تفوق شعرية العنوان شعرية علامات مهمة لبناء رؤية نقدية لعنوانات النصوص
النص» (جوامع عقيلة ود.علي ملاحي ،شعرية
الانزياح في عنوان القصيدة العربية المعاصرة، الأدبية ،فبارت وإيكو يريان أن العنوان فض ًل
نماذج منتخبة ،)1677وهذه المقومات موجودة عن وظيفته في التعريف بالنص فإن له وظيفة
في المتن وهي من هنا علاقة اتصال هي الأخرى، تأويلية حين يتعالق مع النص سيميائيًّا فيكون
فالعنوان لا يكتسب وظيفته العلامية إلا بعد الانتهاء بمثابة العلامة الإرشادية التي تقود القارئ إلى
من قراءة النص وفهم طبيعة العلاقة بينهما. داخل النص .ويرى «جيرار جينيت» أن العنوان
إن الإشكال الرئيس في بحث القضايا المتعلقة يعبر عن ماهية النص ،وقد كان يعد العنوان ن ًّصا
بالعنوان تكمن في عدم الاتفاق على ماهية التعالق مصغ ًرا يرتبط دلاليًّا بالنص الكبير (المتن) ،وحدد
بينه وبين المتن ،هذا الإشكال الذي نتج من تنوع ما أصطلح على تسميته بـ(المُتعاليات النصية) ،وهي
الوظائف التي يؤديها العنوان واختلافها بين نص «كل ما يجعل ن ًّصا يتعالق مع نصوص أخرى،
بطريقة مباشرة أو ضمنية»( ،سعيد يقطين ،انفتاح
وآخر. النص الروائي ،النص والسياق ،ص.)97 -96
وفي ضوء قواعد المنهج النقدي السيميائي ،تناولت