Page 233 - m
P. 233

‫يعد المسرح التشريعي تطويًرا‬                                ‫بوال على الانخراط في الواقع‬
  ‫لمسرح المنتدى‪ ،‬فعندما لا يجد‬
   ‫المتلقي حًّل إلا بالتعارض مع‬                              ‫اليومي‪ ،‬وعلى قدرته في‬
  ‫التشريع أو القانون‪ ..‬فيكتشف‬
‫ثغرات قانونية تدعم حدوث الحل‪،‬‬                                ‫الانغماس في بيئة المقهورين‬
  ‫وهنا يتم الاستعانة بمحا ٍم أو‬
 ‫خبير قانوني لصياغة المقترح‪ ،‬ثم‬                              ‫وتمكينهم من المشاركة‬
‫ُترفع دعوة للمسؤولين مع توقيع‬
‫المتفرجين لتغيير القانون‪ .‬بالفعل‬                                                    ‫الفعالة‪.‬‬
 ‫قد تم إلغاء قوانين وإدخال أخرى‬
   ‫جديدة غيرت أوضاع اجتماعية‬                                 ‫لقد جعلت هذه التقنية‬

                ‫كثيرة‪.‬‬                                       ‫المسرح في مركز الفعل‬

                                                             ‫السياسي واتخاذ القرارات‪،‬‬

                                                             ‫وذلك بممارسة المسرح‬

                                                             ‫بوصفه سياسة أكثر من‬

                                                             ‫ممارسة المسرح السياسي‪،‬‬

                                                             ‫ففي الحالة الأخيرة‪ ،‬يكتفي‬

                                                             ‫المسرح بالتعليق على‬

                                                             ‫السياسة‪ ،‬بينما في المسرح‬

                                                             ‫التشريعي‪ ،‬يعد المسرح نفسه‬

                                                             ‫أحد الطرق التي يشتغل بها‬

                                                             ‫النشاط السياسي‪.‬‬

                                                             ‫ويعد المسرح التشريعي‬

                                                               ‫المنتدى‪،‬‬     ‫لمسرح‬   ‫تطوي ًرا‬
                                                             ‫المتلقي ح ًّل‬  ‫لا يجد‬  ‫فعندما‬

                                                             ‫إلا بالتعارض مع التشريع‬

  ‫مسرح الصورة ثم مسرح‬            ‫حصل بالفعل على حريته‬        ‫أو القانون‪ ..‬فيكتشف‬
    ‫الجريدة والمسرح الخفي‬     ‫ويعيش في ظل أنظمة تصف‬
       ‫فالمسرح التشريعي)‪،‬‬      ‫نفسها بالديموقراطية؛ كان‬      ‫ثغرات قانونية تدعم حدوث‬

‫وجميع هذه التقنيات مرتبطة‬          ‫يعاني من قهر مختلف‬        ‫الحل‪ ،‬وهنا يتم الاستعانة‬
 ‫ببعضها البعض وتعد أحيا ًنا‬     ‫يتمثل في كونه تر ًسا يدور‬
 ‫تطو ًرا لها‪ ،‬كما خرجت منها‬     ‫في عجلة سباق الرأسمالية‬      ‫بمحا ٍم أو خبير قانوني‬
                                 ‫الانتهازي الطاحن لآدمية‬     ‫لصياغة المقترح‪ ،‬ثم ُترفع‬
   ‫عناصر مكملة أو متطورة‬      ‫الفرد‪ ،‬فوجد أن القهر شعور‬      ‫دعوة للمسؤولين مع توقيع‬
    ‫وأكثر عم ًقا كتقنية قوس‬    ‫ناتج عن المعاناة‪ ،‬ويتساوى‬
   ‫قزح الرغبة التي قال عنها‬   ‫فيه المعدم المكمم في البرازيل‬  ‫المتفرجين لتغيير القانون‪.‬‬
    ‫أوجستو بوال نفسه إنها‬     ‫ودول الجوار المقهورة تحت‬
                                ‫حكم ديكتاتوري عسكري‪،‬‬         ‫بالفعل قد تم إلغاء قوانين‬
      ‫أكثر تعقي ًدا من مسرح‬    ‫مع المواطن الأوروبي الحر‬
 ‫المقهورين في تكوينه الأولي‪،‬‬                                 ‫وإدخال أخرى جديدة غيرت‬
                                                 ‫ظاهر ًيا‪.‬‬
    ‫وصعوبتها تكمن في أنها‬      ‫ُيق َّسم منهج بوال المسرحي‬    ‫أوضاع اجتماعية كثيرة‪.‬‬
     ‫مسرح عن الخفي داخل‬         ‫إلى خمس تقنيات أساسية‬
  ‫العقل البشري‪ ،‬وأن أشكال‬                                    ‫وفي الختام‪ ،‬لقد كون بوال‬
‫قوس قزح الرغبة تنتمي أكثر‬          ‫هي (مسرح المنتدى ثم‬
  ‫إلى مسرح المنتدى تحدي ًدا‪،‬‬                                 ‫منه ًجا مو َّج ًها إلى المتلقي‪،‬‬
                                                             ‫هدفه الجمهور المتمثل‬

                                                             ‫في البسطاء والمهمشين‬

                                                             ‫والمقهورين في ظل أنظمة‬

                                                             ‫فاشية وظالمة‪ ،‬حتى حين‬

                                                             ‫غادر إلى أوروبا وجد أن‬

                                                             ‫المواطن الأوروبي الذي‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238