Page 238 - m
P. 238
العـدد 57 236
سبتمبر ٢٠٢3 يعلق عليه بد ًل من عرضه،
وذلك عندما يقترب المشاهد
-6إخراج بريخت وعمله أمامه ليس إلا لعبة مسرحية، من الاندماج وإثارة عاطفته.
مع الممثلين :كان بريخت موج ًها إياه إلى رد فعل -2إسقاط الحائط الرابع:
أثناء التدريبات يجلس في انتقادي .وهذا ما يسمى
صالة الجمهور ويشاهد بـ(كسر الإيهام) عند والذي يعني عدم اندماج
الممثلين عن قرب ،وعندما بريخت. الممثل في الشخصية التي
يدخل أو يخرج لا يعيق عمل يقوم بتمثيل دورها ،وذلك
الممثلين ،حتى أنه لا يتدخل -4إحلال بناء المسرحية حتى لا يندمج المشاهد معه،
لا بالتحسين ولا بالتعديل، الدائري بد ًل من الهرمي: فعلى الممثل أن يقوم بدور
فهو لا يعتبر الممثلين أدواته، حيث رفض بريخت فكرة الشخصية فقط ،أي توصيل
الفكرة للمشاهد ،لذلك يجب
فبد ًل من التعديل يبحث البناء الهرمي التقليدي أن يعي الممثل جي ًدا أنه يقوم
معهم عن القصة التي ترويها للمسرحية (عرض ،عقدة، بعملية التمثيل في إطار ثلاثة
حوائط ،أما الحائط الرابع
المسرحية. حل) واستبدله بالبناء
إن بريخت ليس من الهرمي الذي يعتمد على فهو غير موجود ليحل
المخرجين الذين يعرفون مسرحية داخل مسرحية ،أو الجمهور محله ،وبالتالي
أفضل من الممثلين ،فهو يقف مجموعة مسرحية تتكون من عليه ألا يندمج في تمثيله،
منهم موقف غير العارف لأنه مجموعة من الفصول تختلف حيث كان الممثل لا يرتدي
لا يريد معرفة ما هو مكتوب، عن بعضها البعض ،والتي لا ز ًّيا معينًا على خشبة المسرح
بل يريد رؤية كيف يمثل يربط بينها شيء إلا الإطار بل يرتدي ثيا ًبا عادية ،ويتم
وضع ورقة على صدره يكتب
المكتوب. العام. عليها اسم الشخصية التي
كان بريخت في إخراجه -5التغريب :لقد استخدم
حري ًصا على أن يجعل كل يقوم بتمثيلها الممثل.
شيء جمي ًل ،كجمال الغرفة بريخت التغريب بمعنى -3التباعدية:
وجمال المصنع وألوان تقديم الأمور المألوفة في
ملابس النساء ..إلخ لأن صورة غريبة ،فإن القوة -أي أن يتمكن الجمهور
المسرح التعليمي يجب أن التي تجبر المتفرجين على من الحفاظ على مسافة بين
رؤية أو إدراك شيء مألوف
يكون مسليًا أي ًضا. كما لو أنه جديد و ُيرى الخشبة والصالة حتى لا
أما عن علاقة بريخت لأول مرة ،بمعنى أنه عندما يتوحد بالأحداث ويصير
بالممثلين فكانت علاقة قوية، نتعود على رؤية أو سماع جز ًءا منها ،وبالتالي يكون
لأنه لا يقف منهم موقف شيء تعو ًدا تا ًّما يصبح عاج ًزا على إصدار أي حكم.
الجلاد بل كان يكثر من من السهل الاعتقاد بأن -ينبغي على الممثل ألا يفكر
الفكاهة معهم ولا يجبر هذا الشيء هو دائ ًما كذلك، بنقل المشاهدين إلى عالم من
أحدهم على فعل شيء هو وبأنه سيكون كذلك ،ولكن الغيبوبة ،أو أن يسمح هو
غير راض عنه ،ولا يجهد عندما يقدم إلينا شيء جديد لنفسه بالانغماس في عالم من
الممثل إذا كان مزاجه لا يقبل نعتقد أنه ليس حتميًّا ،وعلى
العمل بصورة كبيرة ،فهدفه هذا نقبله ونقتنع به وقد الغيبوبة أي ًضا.
هو إظهار سلوك الناس في نرفضه ،ولإحداث التغريب -وأن يحافظ دائ ًما على
مواقف معينة ،فهو لا يهتم استعان بريخت في إخراجه مسافة بينه وبين الشخصية
إن كان الممثل متحم ًسا أو بعض الأفلام السينمائية أو التي يمثلها ليعطي الجمهور
بار ًدا في أدائه التمثيلي. صور فوتوغرافية مكتوبة الإحساس بأن ما يجري
بالفانوس السحري.