Page 32 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م

‫عرب ساحل فارس‬

‫لذا وبسبب تعدد المناطق التي رحل منها العرب‬ ‫أنه وبعد خمسة عشر عاما من الحادث الأول أي في‬
‫الهوله والفترات الزمنية المتباعدة لهذه الهجرات‪،‬‬ ‫عام ‪1169‬هـ حوالي ‪1747‬م حدث هجوم للقواسم‬
‫أصبح من الواجب وضع تصور قائم على المصادر‬ ‫على ميناء لنجه وكنتيجة لهذا الصراع قام الشيخ‬
‫التاريخية المدونة والتي تنقلنا إلى أصولهم‬ ‫محمد خان البستكي حاكم بستك في فترة كريم‬
‫خان زند فوافق على سكن القواسم في لنجه وأتفق‬
‫ومناطق سكانهم الأصلية‪.‬‬
‫وكما ذكرت ‪ ،‬فإن المصادر الموثقة الأخرى والتي لم‬ ‫مع الشيخ راشد والشيخ سليمان المرزوقي على‪:‬‬
‫يتم استنطاقها والبحث في محتوياتها هي ما‬ ‫‪ .1‬أن يقيم آل عجمان في بستانه ومغو وحسينه‬
‫دونه الرحالة الفرنسي القس أبي كاري (اسفار ابي‬ ‫وجزيرة فرور وسميت هذه المنطقة بأرياف المرزوقي‪.‬‬
‫كاري في الشرق الأدنى ‪ 1674-1672‬من فرنسا إلى‬ ‫‪ .2‬أ ّن ميناء تشارك وتوابعه وجزيرة قيس تكون إلى‬
‫سوريا والعراق والخليج إلى سورات في الهند وجوا‬
‫وبيجابور والعودة عن طريق الخليج وصقلية إلى‬ ‫شيوخ آل علي‪.‬‬
‫‪ .3‬أ ّن مرباغ وكلات منطقة الحمادي تكون إلى شيوخ‬
‫فرنسا)‬
‫هذه الأسفار مدونة في ثلاثة أجزاء‪.‬‬ ‫المدني‪.‬‬
‫قبل ‪ 65‬سنة من تاريخ خان بستك و‪ 74‬سنة من‬ ‫‪ .4‬أن تكون خلفاني وكلشن وميناء جيرو وجزيرة‬
‫ورقة الهولنديين‪ ،‬يقول‪ :‬عرب تلنجه (لنجه) وتشارك‬ ‫هندرابي إلى شيوخ عبيدلي (الشيخ عبد الرسول‬
‫وجيرو ونخيلو وعسلو وشيلو وكنكون وبردستان‬
‫وجزيرة نخيلو وريشتر وبوشهر وبندر ريخ قد خرجوا‬ ‫سلطان عبيدلي)‪.‬‬
‫كلهم في حروب مع بعضهم البعض ‪ ،‬ولديهم‬ ‫‪ .5‬ميناء نخيلو ومقام وجزيرة الشيخ شعيب‪ ،‬الشيخ‬
‫أكثر من ‪ 800‬سفينة مسلحة ويتحكمون في كل‬ ‫علاق والشيخ عبد الرحمن بن شيخ علاق النخيلوئي‪.‬‬
‫الخليج إلى البصرة‪ ،‬ويقول أن شيخ نخيلو أخبره بأن‬ ‫‪ .6‬وتكـون فومستان وتوابع كابندي إلى الرئيس‬
‫عرب خرج وبندر ريخ والدورق وبوشهر يذهبون إلى‬
‫محمد صالح ورؤساء فومستان‪.‬‬
‫البحرين في مواسم صيد اللؤلؤ‪.‬‬ ‫‪ .7‬وأمـا مجموعة قرى آل حرم تكون إلى شيوخ بني‬
‫نعود إلى القبائل العربية المقيمة على ساحل‬ ‫تميم وشيوخ المالكي وآل حرم‪ .‬ولم يذكر المصدر‬
‫الفارسي كنكون والطاهرية بسبب عدم تبعيتها‬
‫فارس‪.‬‬
‫آل نصور في كنكون‪:‬‬ ‫لخان بستك‪.‬‬
‫في القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر كانت‬ ‫هناك تقارب في ما تذكره الورقة الهولندية وما تم‬
‫كنكون والطاهرية أكثر المناطق نشاطًا في تاريخ‬ ‫تدوينه من قبل خان بستك‪ ،‬الورقة الأولى ‪1756‬م‬
‫أما الفارسية ‪1747‬م أي بعد ما يقارب ‪ 9‬سنوات من‬
‫العرب الهوله‪.‬‬ ‫التقرير الفارسي‪ ،‬وتؤكد الورقة الهولندية وجود‬
‫لم أجد مصادر تاريخية عن بندر كنكون قبل ‪1670‬‬
‫فالسفن الهولندية العابرة للبصرة تؤكد فقط‬ ‫المناطق والقبائل نفسها‪.‬‬
‫وجود بندر بردستان وبنادر فارسية صغيرة ولكن‬ ‫ولكن سوف نلاحظ في وثائق أخرى بأن العرب كانوا‬
‫تدون الخرائط الهولندية في ‪( 1670‬أطلس زولتان‬ ‫يقطنون هذا الساحل قبل ما يقارب مائة عام من‬
‫بيدرمان) اسم كنكون أو كونكان‪ ،‬يقول القس أبي‬ ‫هذا التدوين الخاص لخان بستك مما يعني بأن ما‬
‫كاري الفرنسي أ ّنه تم تحذيره بعدم المرور بعسلوه‬ ‫حدث هو إعادة رسم حدود ومناطق القبائل العربية‬
‫وكنكون لخطورة المكان وخاصة أنه كان متوجهًا‬ ‫المختلفة وليس استقبالها ومنحها المناطق‬
‫إلى بندر ريخ من كونج أو كن والسبب أنهم في‬
‫المذكورة‪.‬‬
‫وربما كان على خان بستك عقد الصلح بين القواسم‬
‫والمرازيق وتعيين القواسم في موقع الرئاسة في‬

‫لنجه وجزيرة الجسم أو قشم‪.‬‬

‫‪32‬‬