Page 62 - DILMUN NO 20
P. 62
ﺁﺎﺛﺭ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ٠٩.ﺍﻱ
ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﻤﻦ ﺧﻻﻝ ﻫﺬﻩ ﺪﻟﺍﺭﺍﺳﺔ ﻻﺑﺮﺯ ﺍﻵﺎﺛﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻨﻬﻣﺔ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻭﺎﺠﺗﺭﻪﺗ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ 2ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻇﻬﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺎﺛﺭ ﻭﺍﺤﺿﺔ 2ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ،
ﻭ 2ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻭﺍﺮﻴﺧﺍ 2ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﻴﻤﻴﻠﻗﺔ ﻭﺍﺪﻟﻭﻴﻟﺔ«.
ﻭﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺧﺮ ﺍﺢﻀﺗ ﻛﻴﻒ ﺍﻥ ﺣﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻭﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ،ﺑﻤﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺭ ﺇﺎﺠﻳﻴﺑﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻴﺔ
ﺷﻤﻠﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻏﻄﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻓﺌﺎﺕ ﻭﺮﺷﺍﺢﺋ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ& ﻋﺼﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ 2ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﻖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻥ
ﻳﻄﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﻌﺼﺮ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻭﺍﻟﻠﺆﻟﺆ«.
ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﺪﻟﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺮﺧﻯ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ
ﺍﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﺼﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻍ ﻣﻌﻄﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺧﻻﻝ
ﺛﻠﺜﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ،ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﺮﺸﻋ،
ﻭﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩﻱ ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ ،ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺍﻊﻤﺘﺠﻤﻟ ﺑﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ،ﻭﻳﺘﺄﺮﺧ ﺘﺑﺄﺮﺧﺎﻫ،
ﻭﺗﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ .ﻭﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﺮﺘﻔﻟﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻥ ﻳﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﻗﻴﻞ 2ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ »ﺮﺼﻋ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻭﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ،ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻲ
ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ& ﻋﺼﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﺃﺧﺮ ﻫﻮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ.
ﻭﻭﺻﻮﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻢﻬﻣ ،ﻭﻫﻮ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺑﻠﺪﺍﻧﻪ ﻣﻦ
ﺧﻻﻝ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﻩ ﻣﻦﺧﻻﻝ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻭﺍﻟﻠﺆﻟﺆ؟
2ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺴﻣﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻳﻀﺎً ،ﻭﻫﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﺭﻏﻢ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﺛﺎﺭ ﻔﻠﺘﺨﻣﺔ ﻪﻟ ،ﺇﻻ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ،ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺒﺘﺮﻭﻝ،
ﻛﺎﻥ 2ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻣﻘﺘﺼﺮ ًﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ 2ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺇﻻ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﺩﻭﻟﻴﺔ
ﺿﻴﻘﺔ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻣﻦﺧﻻﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺆﻟﺆ،
ﻭﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﺑﻌﺾ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺑﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ