Page 42 - Dilmun 26

‫حرفة الفخّ ار‬

‫وما يصاحبه من تشقق واعوجاج أثناء‬ ‫المحلي‪ ،‬أو تصديرها إلى خارج‬
‫جفافه‪.‬‬ ‫البحرين‪ .‬وكانت المنطقة الشرقية من‬
‫المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات‬
‫‪ )5‬وعندما يصبح الطين جاهزا‪ ،‬تُؤخذ‬ ‫العربية المتحدة في الخليج‪ ،‬من أوسع‬
‫كتل منه يضعها الفخراني بالقرب منه‬ ‫الأسواق لتصريف منتجات البحرين من‬
‫عندما يجلس داخل الحفرة المخصصة‬
‫له وأمامه الدولاب أو (العجلة)‪ ،‬الذي‬ ‫الفخار‪)7(.‬‬
‫يديره بواسطة دولاب آخر يحركه من‬ ‫وتمر صناعة الفخار بالمراحل الآتية‪:‬‬
‫الأسفل برجله‪ ،‬وهذا الدولاب مصنوع‬ ‫‪ )1‬يستحضر طين الفخار من المرتفعات‬
‫في الغالب من الحجر دائري الشكل‬ ‫الواقعة حول منطقة الرفاع إلى عالي‪،‬‬
‫ويقوم الفخراني بعدها بوضع كمية‬ ‫ويستخدم الطين البني‪ ،‬أو الأحمر‬
‫من الطين اللين حسب حاجة الأناء أو‬ ‫لصناعة المواد الخشنة‪ ،‬أ ّما الطينة‬
‫الوعاء الذي يريد صناعته ثم يحرك‬ ‫البيضاء فتستخدم لصناعة الأواني‬
‫الدولاب السفلي برجله فيتحرك‬
‫الدولاب العلوي بواسطته‪ ،‬وفي أثناء‬ ‫الأكثر دقة‪.‬‬
‫الدوران يقوم الفخراني بتشكيل الوعاء‬ ‫‪ )2‬يستبعد من الطين ما قد يكون فيه‬
‫فيدخل يده داخل فتحة الإناء المستديرة‬ ‫من الأحجار أو المواد الغريبة الأخرى‪.‬‬
‫بفعل الدولاب لتسوية جدران الإناء‬
‫من الداخل‪ ،‬بينما يقوم في الوقت ذاته‬ ‫ثم يجعل في قوام متجانس مناسب‪.‬‬
‫بزخرفة الإناء بيده الآخرى مستعملا‬ ‫‪ )3‬يوضع الطين في أحواض كبيرة‪ ،‬ثم‬
‫في ذلك قطعة صلبة كعظام الحيوان‬ ‫يصب عليها الماء بضربه بالأقدام حتى‬
‫أو كسرة جافة من الفخار الجاف أو‬ ‫يصبح قوامها رخوا صالحا للتشكيل‪،‬‬
‫أعواد البوص‪ .‬وتُع ّد هذه المرحلة‪ ،‬هي‬ ‫ثم تنقل هذه العجينة أو بعضها إلى‬
‫مرحلة الخلق والإبداع والتشكيل الفني‬
‫في صناعته للاواني الفخارية‪ ،‬فليست‬ ‫صومعة الفخراني أو معمله‪.‬‬
‫كل الأصابع قادرة على تحوير وتشكيل‬ ‫‪ )4‬تضاف إلى الطين المعجون بعض‬
‫الأواني الفخارية‪ ،‬وإنما هي الأنامل‬ ‫المواد العضوية كالتبن أوغيرها من‬
‫الدقيقة الماهرة فقط‪ ،‬أنامل الفنان‬ ‫المواد‪ ،‬إذا كان الطين (لزجاً) أو (دهنياً)‬
‫وحده‪ ،‬الذي يخلق من الطين الجماد‬ ‫أكثر من اللآزم‪ .‬والغرض من استعمال‬
‫هذه المواد تقليل لزوجة الطين التي‬
‫أواني جميلة تنبض بالحركة والحياة‪.‬‬ ‫تجعله صعب المعالجة باليدين‪،‬وتيسير‬
‫تسرب الماء أثناء التجفيف‪ ،‬والحيلولة‬
‫دون حدوث الانكماش غير المرغوب فيه‬

‫‪41‬‬