Page 37 - Dilmun 26
P. 37

‫حرفة الفخّ ار‬

‫(نصب تذكاري على هيئة جرة فخارية يتوشح بها د ّوار‬  ‫الصناعة؛ لانها أبسط أشكال الفن‪،‬‬
                                ‫مدخل قرية عالي)‬   ‫إلا أنها في الواقع من أصعب الحرف‪،‬‬
                                                  ‫فهي الأبسط لأن لها طبيعة بدائية‪ ،‬ومع‬
‫ومنها قرية عالي؛ إذ توافرت المواد‬                 ‫ذلك فهي الأصعب؛ لأنها تنضوي على‬
‫الضرورية من الطين‪ ،‬والماء‪ ،‬والوقود‪.‬‬               ‫شكل من أشكال الفن‪ .‬وتُع ّد صناعة‬
‫ولقد عثر على أقدم كسر فخار محلي‬                   ‫الفخاريات في البحرين من الصناعات‬
‫الصنع في جزيرة البحرين في المدينة‬                 ‫القديمة‪ ،‬ويرجع سبب الاهتمام بها‬
‫الأولى بموقع قلعة البحرين‪ ،‬ويعود‬                  ‫لتعدد استعمالاتها في الحياة اليومية‪.‬‬
‫تاريخه إلى حوالي منتصف الألف‬                      ‫وتعد قرية عالي الموطن الأشهر‬
‫الثالثة قبل الميلاد وأطلق على هذا‬                 ‫لصناعة الفخار وهي إلى اليوم مازالت‬
‫النوع من الفخار بمسمى (الفخاريات‬                  ‫تعلم الأجيال هذه الحرفة الفنية‪ .‬وعلى‬
‫ذات السلاسل)؛ وذلك لوجود ما يشبه‬                  ‫الرغم من تعدد الحرف والصناعات‬
‫الخطوط المتسلسلة حول بدل تلك‬                      ‫التقليدية في قرية عالي إلا أن أهلها ما‬
                                                  ‫زالوا متمسكين بصناعة الفخار كجزء‬
                     ‫الجرار الأثرية‪.‬‬
‫وقد قامت البعثة الدنماركية عام‬                                  ‫من موروثهم الحضاري‪.‬‬
‫‪ 1954‬بوضع هذه النوعية من الكسر‬                    ‫وشهدت صناعة الفخار في قرية عالي‬
‫الفخارية على قائمة أقدم الفخاريات‬                 ‫رواجا كبيرا في الأزمنة القديمة؛ إذ كانت‬
‫المكتشقة‪ ،‬ثم تلتها نوعية من الفخار‬                ‫من المراكز الأساسية لهذه الحرفة‪ ،‬وقد‬
‫حمراء اللون؛ وتُع ّد هي الأشهر ضمن‬                ‫لاقى فخار عالي انتشارا واسع النطاق‬
‫تشكيلة المجموعة الفخارية المكتشفة‪،‬‬                ‫حيث إن الآثريين حددوا له تقنية خاصة‬
‫وسميت بفخار (باربار) نسبة إلى قرية‬                ‫عرفت في البداية باسم (فخار باربار)‬
‫باربار حيث عثر عليه لأول مرة بواسطة‬               ‫عندما تم العثور عليه للمرة الأولى في‬
‫البعثة الدنماركية التي كانت تعمل عمل‬              ‫قرية باربار؛ وفي معبدها الدلموني الذي‬
                                                  ‫يعود بتاريخه إلى نهاية الألف الثالثة‬

                                                                          ‫قبل الميلاد‪.‬‬
                                                  ‫ولقد استخدمت الأواني الفخارية‬
                                                  ‫للتخزين‪ ،‬والطبخ‪ ،‬وتقديم الطعام‬
                                                  ‫والشراب‪ .‬وقد صنعت الأواني في‬
                                                  ‫الجزيرة ربما في أحد الاماكن الريفية‬

                                                  ‫‪36‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42