Page 58 - Dilmun 26
P. 58

‫السلاح البرتغالي‬

                  ‫عن ذلك‪ ،‬وفي غضون أقل من ‪ 30‬عاماً‬         ‫التأثير البرتغالي على سلاح المسلمين‬
                  ‫فقط‪ ،‬أن تمكن المسلمون في غرب الهند‬      ‫بعد نجاح الغزو البرتغالي للمشرق‬
                  ‫من صنع مدافع عملاقة جداً‪ ،‬قاوموا‬        ‫الإسلامي في مطلع القرن السادس‬
                  ‫بها البرتغاليين‪ .‬وهذا أحد تلك المدافع‪،‬‬  ‫عشر الميلادي‪ ،‬وانتشار الأساطيل‬
                  ‫وقد غنمه البرتغاليون من أحد الملوك‬      ‫البرتغالية بسلاحها الحديث في بحاره‬
                  ‫المسلمين في الهند‪ .‬كما وصفته بعض‬        ‫بين الخليج العربي‪ ،‬والمحيطين الهندي‪،‬‬
                                                          ‫والهادي؛ سارع المسلمون لمواكبة التطور‬
                                    ‫المراجع البرتغالية‪.‬‬   ‫التقني الحديث في صناعة الأسلحة‬
                  ‫وفي الصورة المجاوره‪ ،‬يبدو المدفع‬        ‫آنذاك تأثراً بما شاهدوه في أيدي الغزاة‬
                  ‫الإسلامي من البرونز الذي ُصنع في‬        ‫البرتغاليين‪ ،‬لمواجهتهم بنفس سلاحهم‪.‬‬
                  ‫الهند في عام ‪939‬هـ‪1533( ،‬م)‪ .‬وأطلق‬      ‫فبادروا لمعرفة سر هذا السلاح بما‬
                  ‫عليه البرتغاليون «الأفعوان الخرافي‬      ‫وقع تحت أيديهم من بعض قطعه‬
                  ‫الهائل»‪ .‬يبلغ عياره ‪ 23.5‬سم‪ ،‬ويبلغ‬      ‫أحياناً‪ ،‬ولقرب الصين صانعة البارود‬
                  ‫طوله ‪ 6.11‬متراً‪ ،‬ويزن ‪ 194,99‬كجم‪،‬‬       ‫من حدودهم الشمالية الشرقية‪ .‬فنتج‬
                  ‫ويمكنه رمي كرات حديدية بوزن ‪43‬‬
                  ‫كجم (‪ 90‬رطل)‪ .‬وهناك نقش باللغة‬                       ‫المدفع الإسلامي العملاق‬
                  ‫العربية على هذا المدفع العملاق ُكتب‬
                  ‫فيه‪« :‬لمولانا سلطان السلاطين لكل‬
                  ‫العصور؛ من يرعى أعراف رسول الله‬
                  ‫(صلى الله عليه وسلم)‪ ،‬الذي يحارب‬
                  ‫من أجل تمجيد تعاليم القرآن؛ المدمر‬
                  ‫لأساسيات المحاربين دون رحمة‪ ،‬الذي‬
                  ‫يُقصي بيوت ُعباد الأصنام‪ ،‬المنتصر‬
                  ‫في يوم لقاء الجيشين؛ وريث عرش‬
                  ‫سليمان؛ الواثق بالله المحسن؛ وحائز‬
                  ‫الفضائل؛ باهادور شاه سلطان‪ .‬تم صنع‬
                  ‫هذه القطعة في الخامس من شهر ذي‬
                  ‫القعدة‪ ،‬في السنة التسعمائة والتاسعة‬

                  ‫‪57‬‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63