Page 22 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 22

‫‪22‬‬

    ‫وأما كون عبدالله الشریف خان یلتقي في عمود نسبه مع الأسرة الهاشمیة ملوك الأردن فقد‬
‫أخبرني بذلك النسابة صمب شطل رحمه الله ‪ ,‬كما ذكر النسابة الشریف مصطفى بولي سعیدكان‬

       ‫أن عبدالله الشریف خان (آیل كان) هاجر من دمشق الشام إلى المغرب ومن المغرب إلى‬
   ‫الأندلس ثم رجع من الأندلس إلى المغرب لیدخل من المغرب بلاد التكرور من بلاد السودان‬
‫ویرتبط هناك بعلاقات وثیقة مع أمیر التكرور وقادة المرابطین إلى درجة أنه أصبح قائدا لجیش‬
 ‫التكرور الذي ساهم مع جیش المرابطین بقیادة أبي بكر بن عمر اللمتوني في غزو مملكة غانة‬
   ‫لیصبح بعد ذلك إماما لجامع (كمبي صالح ) عاصمة مملكة غانة ولقب بالإمام الغاني وأطلق‬
     ‫أهل التكرور لقب الإمام الغاني على ذریته‪ ,‬وینطقونه (ألمان كاني) بكاف معقودة ‪ ,‬قبل أن‬
‫یصبح في عام ‪10٨٦‬م ملكا لغانة وتكرور ‪ ,‬وقد انقلب علیه رفیقه في الجهاد والكفاح أبوبكر بن‬
    ‫عمر اللمتوني وغدر به وقتله غیلة ‪ ,‬فقد جاء في الروایات التاریخیة التي جمعها كولومباني‬
    ‫(‪ (colombani‬ورواها عنه الحاكمان دیلافوس (‪ )delafosse‬وجادن (‪ )Gaden‬أن (آیل‬
 ‫كان) كان ملكا على إفلان الحوض وتوفي عام ‪10٨٦‬م‪ .‬وبقیت ذریته تحكم مملكة غانة قبل أن‬
   ‫تتفرق بعد ذلك وتغادر كمبي صالح إلى مناطق مختلفة وأن الجماعة التي بقیت محتفظة بلقب‬
 ‫(أهل دمشق) لما غادرت كمبي صالح وصلت إلى جنى ومن جنى إلى تمبكت ومنها إلى فصال‬
 ‫نیري ثم المجریة في تكانت ثم شنقیط ثم إتیجریت إلى أن وصلوا (إدیني) قرب نواكشوط حیث‬
   ‫طاب لهم المقام واستقروا هناك وصارت لهم قرى إلى أن غادروا إدیني عام ‪1٦41‬م بحسب‬
    ‫الروایات المنقولة عن مؤرخي بني دیمان وهم الشیخ محمد الیدالي وأحمد یور والمختار بن‬
 ‫حامد رحمهم الله ‪ ,‬وابتداء من عام ‪1٦41‬م إنتقل أهل دمشق إلى (تندكسمي) التي تبعد ‪ 2٥‬كلم‬
‫جنوب شرق نواكشوط حیث صارت لهم سبعة مساجد حسب روایة بول مارتي (‪)poul Marti‬‬
    ‫التي كتبها عام ‪1٩10‬م ثم إنتقل أهل دمشق والمعروفون بألمان دمت ‪ Eliman dimat‬إلى‬
 ‫آولیكات ‪ ٥0‬كلم غرب بوتلمیت قبل نزول (تیشكل ‪ (Tichikel‬ثم هاجروها إلى (إركیز ‪)RKIZ‬‬
‫وقد كان یسمى (دیمات ریو ‪ )Dimat rewo‬حیث تم تأسیس الرشید تحت اسم غانة التي نطقها‬
 ‫السودان لعجمتهم (‪ ,(Gani‬وخلال حرب شر ببه كان الدمشقیون في صف الزوایا بقیادة ناصر‬
   ‫الدین كما هو الحال بالنسبة لعائلات من الوالو‪ ,‬وبعد إنتهاء الحرب وهزیمة الزوایا لم تتوقف‬

                                    ‫التهدیدات التي یتعرض لها الدمشقیون من قبل إترارزة ‪.‬‬

    ‫وفي عام ‪ 1٧٨٦‬عند ما أراد الحاكم الفرنسي (أوهارا ‪ )O,Hara‬القضاء على ثورة (تورود‬
 ‫‪ )Torodo‬المناهضة للإحتلال أضطر إلى تسلیح الترارزة ودعمهم ضد مقاومة فوتا كان لزاما‬

  ‫على الدمشقیین التراجع نحو جهة الجنوب إلى ضفة نهر السنغال لیحافظوا على ضفتي النهر‪.‬‬
  ‫حیث أسسوا مدینتین هما (غانة) و (دمشق)‪ .‬تیامنا بهجرة جدهم عبدالله الشریف خان الدمشقي‬
 ‫من دمشق الشام إلى مملكة غانة من بلاد السودان ‪ ,‬وتیامنا أیضا بملكه وأولاده من بعده لمملكة‬
‫غانة ‪ ,‬أما غانة فقد أسسها الشریف أعمر بن محمد زین العابدین والمعروف بلقب (حمى جولط‬
 ‫كان) وحمل لقب أجداده (الإمام الغاني واشتهرت ذریته بذلك عند السودان فلقبوه (ألمان كاني )‬

    ‫بكاف معقودة أي ‪ :‬الإمام الغاني ‪ ,‬وسموا مدینته (غانة) ‪( :‬كاني) بكاف معقودة‪ .‬وأما راشد‬
   ‫فلقبوه بالإمام الدمشقي وأطلقوا على ذریته (ألمان دمت) أي ‪( :‬الإمام الدمشقي)‪ .‬وحرفوا اسم‬

        ‫مدینته من (دمشق) إلى (دمت) لعجمتهم‪ ,‬وجزم أن (ألمان دمت) أول من لقب به راشد‬
    ‫جكوتیامنا لأنهم جاءوا من دمشق‪ ,‬وقبل ذالك جمیع أجداد راشد كانوا یلقبون بالإمام الغاني‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27