Page 9 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 9
٩
الفروع واختلاطها إما للتشابه في الأسماء والألقاب ،او ما طرا علیها من تحریف كتحریف بعض
أعمدة الأنساب بناء على الظن والتخمین ،أو تزییف كانتحال البعض عمدا لعمود نسب غیره كون
ذلك الفرع أشهر من فرعه.
وصیانة نسب النبي صلى الله علیه وآله وسلم یتحقق بأمرین:
أولهما :تدوین أنساب أهل بیته خاصة وقبیلته قریش عامة حفاظا علیها من الاختلاط والضیاع
والنسیان ،وتصحیح ما یقع فیها من أخطاء برد الفروع إلى أصولها.
وأما ثانیهما :فهو صیانة نسب أهل بیته خاصة وقبیلته قریش عامة من الدخلاء والأدعیاء
واللصقاء ،ویكون ذلك بفضح كذبهم وكشف تزویرهم وتلاعبهم مع النصح لهم بالرجوع إلى
أنسابهم ،وهذا هو الفرق بین تصحیح الأنساب وهو ردها إلى أصولها الحقیقیة بالدلیل والبرهان ،
وبین الطعن في الأنساب الثابتة الصحیحة ونفیها عن أصحابها بغیر حق.
والواجب على من اشتغل بتوثیق الأنساب أن یتقي الله ویكون مبتغاه وغایته البحث عن الحقیقة ،
فلا یحابي ولا یجامل أحدا في نسب ظهر له بطلانه ،فلا تأخذه في ذلك لومة لائم ،كما لا تأخذه
العزة بالإثم إن رأى أنه نفى نسبا بناء على معلومات خاطئة ،ثم ظهر الحق بخلافها ،أو كان ذلك
النسب المنفي بناه أصحابه على الظن والتخمین جهلا بالتوثیق والتحقیق ،أونسیانا لطول العهد
وانعدام الموثق .وقد بصر الله النسابة بصحة ذلك النسب ،وعرفه الأخطاء التي أدت إلى ضیاعه
،فعلیه أن یبادر حینها بتصحیحه وإظهاره للناس وإطلاع ذویه على حقیقة صحة نسبهم ،ومكمن
الأخطاء التي أدت إلى نفیه ،ولا تأخذه العزة بالإثم في الإصرار على الباطل والتمادي فیه ظلما ،
أو مراعاة لزعزعة ثقة الناس بما یكتب ویحقق.
فإن صحة عمل الإنسان مهما كانت درجتها لا تضع له القبول لذاتها ،بل القبول من عندالله.
قال تعالى ( :إنما یتقبل الله من المتقین(.
وبناء على ما تقدم ذكره ،فإني أعلم القاصي والداني :أنه لیست لدي خصومة ولا عداوة ولا
تصفیة حسابات مع أي قبیلة ولا عشیرة ولا فرد ،وإنما هدفي هو الذب عن نسب وجناب رسول
الله صلى الله علیه وآله وسلم وصیانته من انتحال المنتحلین وإبطال المبطلین ،فمن بصرني بخطإ
أوردته بحق نسبه وأطلعني على دلیله وبرهانه قبلته ،أو أرشدني ربي إلى الصواب فیه رجعت
إلیه ولا أبالي :إن سخط صاحب النسب أو رضي ،فالعمل لیس بیني وبینه ،وإنما بیني وربي جل
جلاله.
و ما هذا النسب الذي أنا الآن بصدد تحقیقه وتصحیحه ورده إلى فرعه الحقیقي وبیان الأخطاء