Page 11 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 11
11
وحكمهم لها ،وأما الذین ذكروا تاریخ بني صالح وملكهم لغانة وتأسیسهم لمملكة مالي الصالحیة
العلویة فسنذكرهم أثناء هذه الدراسة والتحقیق إن شاء الله تعالى و بحوله وقوته وتوفیقه ،كل
حسب سیاقه ,ونشأة بني صالح في المدینة المنورة في القرن الثالث الهجري وتطور مراحلها
وصولا إلى غرب أفریقیا في القرن الخامس الهجري وحكمهم للمنطقة والذي استمر من آخر
القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن التاسع الهجري ،ثم انتقل ملكهم بعد منتصف القرن
التاسع الهجري إلى إمارات حتى دخول الاحتلال الفرنسي للمنطقة بدایة القرن الرابع عشر
الهجري التاسع عشر المیلادي نجملها في السطور التالیة:
فأما جدهم :الشاعر أبو محمد صالح بن أبي الكرام فهو الجوال وسمي بذلك لأنه جال أقطار
الأرض لخوفه ونشأ بالمدینة والإمامة في رأسه والدعاة تأتیه ولم یمكنه الخروج بجزیرة العرب
فخرج بخراسان ،فحمل إلى المأمون ،فلما دخل علیه لامه ،وقال له ما حملك على الخروج علي
وأنت الذي تقول:
إذا كان عندي قوت یوم ولیلة وخمر تقضي هم قلبي إذا اجتمع
فلست تراني سائلا عن خلیفة ولا عن وزیر للخلیفة ما صنع.
وحبسه ،فانقطعت أخباره في سجن المأمون ،ولم تعلم سنة وفاته رحمه الله ،ونرجح أنها قبل وفاة
الخلیفة المأمون العباسي المتوفى عام 21٨هجري.
وأما ابنه أمیر المدینة المنورة أبي عبدالله محمد بن صالح فهو شاعر مذكور وبطل مشهور وكان
یعرف بالأعرابي للزومه البادیة ویقال له الشهید جد بني الشهید أمیر المدینة عنوة ،أمه كلثم بنت
الحسن بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط رضي الله عنه ،ملك المدینة
عنوة عام 22٩هجري وعزل في نفس السنة وولى الخلیفة هارون الواثق بالله مكانه سمیه محمد
بن صالح العباسي ،وكان ذلك سببا في اختلاف المؤرخین أیهما كان أمیر المدینة ففي
تاریخ الطبري وغیره أنه محمد بن صالح العباسي ،وفي النجوم الزاهرة والأعلام للزركلي
و"موسوعة أعلام الاشراف في بلاد الحرمین منذ عهد النبوة حتى وفیات القرن الخامس عشر
الهجري " للنسابة الشریف أحمد ضیاء بن محمد قللي العنقاوي الحسني ،وتحقیق كتاب :
"المغانم المستطابة في معالم طابة" تألیف مجد الدین محمد بن یعقوب الفیروز أبادي
٨1٧ _ ٧2٩هــ ,الجزء الثاني ،هوامش الصفحة ، ٨٥٨أنه محمد بن صالح العلوي
الحسني ،وأنه ولي المدینة للواثق العباسي وعزله الخلیفة المتوكل فكان ذلك سبب خروجه على
المتوكل والله اعلم ،وخرج أبو عبدالله محمد الشهید على الخلیفة المتوكل في حدود سنة 240
هجریة فسجنه بسامراء ثلاث سنین وأطلق سراحه وبقي بها مقیما حتى توفي رحمه الله تعالى عام