Page 99 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 99

‫‪٩٩‬‬

 ‫عبدالله بن الحسن الشهید بن عبدالله الشهید بن محمد الشاعر الشهید بن صالح الجوال بن عبدالله‬
     ‫الشیخ الصالح ویلقب بأبي الكرام بن موسى الجون } المقدم ذكره‪ .‬كما بینا ذلك في تلخیص‬

  ‫تاریخ بني صالح الجزء الأول والثاني وهو ما یتوافق مع القاعدة الخلدونیة وهي معدل ‪ 3‬آباء‬
 ‫لكل قرن ‪ ,‬وهو أقرب من حیث عمود نسب حفیدي یحیى الكامل الشیخ محمد البكري والطالب‬
‫بوبكر في القرن الثالث عشر الهجري ‪ ,‬من تحدید قدوم یحیى الكامل في القرن الخامس الهجري‬

                                            ‫فذاك بعید جدا وضعیف مع عدم استحالته عقلا ‪.‬‬

   ‫الأمر الثالث ‪ :‬ومما یشهد أن [عبدالقادر بن موسى] المقدم ذكره صالحي حسني ولیس‬
  ‫إدریسیا وجود ذریة له في موریتانیا في القرن السابع الهجري وهم أولاد سیدي بوبكر شرفاء‬
  ‫الأقلال والذین ینتسبون إلى موسى الجون من قبل عبدالقادر هذا ویرون أنه جیلاني ‪ ,‬ومع أن‬
‫الشیخ عبدالقادر الجیلاني رحمه الله توفي نهایة العقد السادس من القرن السادس الهجري بعد أن‬
 ‫عاش في عاصمة الخلافة العباسیة بغداد ‪ ٧2‬عاما ولم یذكر له نسب شریف إلا مع حفیده أبي‬

     ‫نصر‪ .‬فر ّد علیه نسابة آل البیت ونقباؤهم تلك الدعوى ‪ ,‬والغریب أن أحفاده الیوم في العالم‬
   ‫یحتجون بحجة واهیة وهي أن نقباء آل البیت الذین طعنوا في نسب الجیلاني كلهم من الشیعة‬
   ‫ویعادونه لأنه سني ‪ ,‬وكأن كل كتب أنساب العلویین والطالبیین والهاشمیین ومشجراتهم التي‬
 ‫ألفها أولئك النقباء قبل الجیلاني وبعده لا یوجد فیها نسب سني واحد‪ ,‬فلو أخذنا مثالا‪ ،‬أبا الفرج‬

       ‫الأصفهاني الأموي الشیعي ألف كتاب مقاتل الطالبیین فهل طعن في نسب سني واحد من‬
‫الطالبیین ‪ ,‬وابن عنبة الحسني الذي ألف كتابا في نسب وحیاة الإمام الشافعي محمد بن إدریس ‪,‬‬
‫وألف كتابا في أنساب العباسیین خصوم الطالبیین ‪ ,‬فلماذا طعن في نسب الجیلاني ولم یطعن في‬

                        ‫نسب الشافعي ولماذا لم یطعن في أنساب العباسیین خصوم الطالبیین ؟‬

       ‫ثم إنهم یهربون من كتب الأنساب المتخصصة في تقعید قواعد علم النسب وضبطه‬
‫وتحقیقه إلى كتب السیر والتراجم التي لا تولي أهمیة للنسب بقدر ما تولي الأهمیة للسیرة الذاتیة‬

  ‫للشخص نفسه ‪ ,‬بل وصل الحال بالمتصوفة من الجیلانیة والرفاعیة والشاذلیة إلى التشكیك في‬
 ‫صحة كل كتاب نسب یبطل أنساب أشیاخهم ‪ ,‬والحق أن أحفاد الجیلاني اختلقوا له نسبا هاشمیا‬

     ‫لا یعرف كما یقول نقباء بني هاشم حتّى ولو كان بعضهم شیعة فهذه أنسابهم التي حفظوها‬
    ‫وضبطوها وأهل مكة أدرى بشعابها‪ .‬وإذا تجاوزنا مسألة الخلاف حول النسب الجیلاني فإن‬

       ‫نسبة الشریف سیدي بوبكر جد شرفاء الأقلال إلى الجیلاني نفسه تحتاج إلى مثبتات تؤكد‬
‫وصول عقب الجیلاني إلى بلاد شنقیط في القرن السابع الهجري نصا ولیس احتمالا ‪ ,‬مع وجود‬

    ‫ذكر لاسمي [عبد المؤمن أو الشیخ ] اللذین على عمود نسب سیدي بوبكر الشریف في عقب‬
‫عبدالقادر الجیلاني نصا ولیس احتمالا‪ .‬وأما الموروث الذي عند الشرفاء أولاد سیدي بوبكر في‬
  ‫مشجراتهم التي ظهرت قبل أقل من ثلاثة قرون مع الشیخ سیدي المختار الكنتي والشیخ سیدي‬
 ‫عبدالله بن الحاج إبراهیم هي أنهم من نسل الشیخ عبدالقادر الجیلاني ‪ ,‬وقبل القرن الثاني عشر‬
 ‫لیس ثمة وثیقة سوى ما یحكى شفهیا أن الشیخ محمد قلي رحمه الله اطلع الغیب وأخبر أهله أنه‬

     ‫سیأتیهم شریف في غیبته وأن یزوجوه ابنته ‪ ,‬والبعض یقول إن ذلك لم یكن رجما بالغیب ‪,‬‬
‫وإنما بناء على رؤیا منامیة رآها‪ .‬وبین الحكایة المنسوبة للشیخ محمد قلي والنسبة الجیلانیة التي‬
 ‫مصدرها مفقود وهو كتاب (لب اللباب) المنسوب للكنتي ‪ ,‬فإنه لدینا مرجحات أخرى ترجح أن‬

                        ‫سیدي بوبكر حفید عبدالقادر الصالحي الحسني ولیس الجیلاني وهي ‪:‬‬
   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103