Page 48 - merit 50
P. 48
العـدد 50 46
فبراير ٢٠٢3
ريهام عزيز الدين
قصيدتان
رائقة أرجل ،ورؤو ٍس بأعي ٍن ت َّم اقتلا ُعها -1أسورتان من ذهب
نقضي اليوم بأكمله نلو ُك تاري َخ للت ِّو.
شا ٌب تشي به ُسمر ُة الجنوب
العجين تمتل ُئ العربة ،ينس ُّل الجمي ُع يختل ُس النظ َر إلى هاتفه دو ًنا عن
أُلقي السلا َم متأخ ًرا على ما َعلِ َق كقطع ِة صو ٍف ُيعا ُد نسجها آلاف
الطريق
منِّي وأخي على جدران البيت المرات حين يستب ُّد به الشو ُق ُيدير
في السادسة مسا ًء ،تستقب ُل أمي دون أن تستحيل إلى معط ٍف يقي الكاسيت بصو ِت قلبه المحترق
ال ِقبلة ل ُتخبر الله بك ِّل شيء أح َدهم بر َد قلبِه. « ِي ِه ِمك في إيه»
في السادسة وخمس دقائق، ال َع َرب ُة التي تحملُنا جمي ًعا
أتح َّو ُل إلى أسورتين من ذه ٍب في نهاية الطواف كصلبا ٍن خشبي ٍة سيت ُم إحرا ُقها في
أص ُل إلى بيت أمي
يستقران حول معص ِمها المحط ِة التالية
يخبرها الصو ُت أ َّن صلا َتها قد ت َّم تحويله إلى الطاب ُق الأرض ُّى تتأرج ُح بين ي َدي السائ ِق
ذي ُقف ٍل معدن ٍّي صندو ٍق خشب ٍّي
اس ُتجيبت صدئ مكتوب عليه «يا رب» وتعرجا ِت الطريق
بإمكانها َمن ِحي بال ُكليَّة للغيب أتع ُثر في ورق ٍة بحجم اليد: ومسي ٍح ض َّل الطري َق إلى ِجذ ِع
تعلن البلدي ُة اليو َم عن حاجتِها
والغياب. لتعبيد الطريق ليم َّر ساد ٌة ُجدد. النّخل ِة علَّه يج ُد ما َف َقد.
كما ُيمكنها دو ًما أن تستعي َر طفل ٌة َف َق َدت ُد َّبها المُفض َّل للت ِّو
عمودي الفقري لتتك َئ عليه. في ك ِّل مر ٍة تأتي بلدي ُة الحي تبح ُث بين أر ُج ِل الجالسين عن
ينسك ُب سائ ٌل أسو ُد من ف ِم وح ٍش
-2فلنطهو بداية جديدة َيم ِض ُغ مسارا ِتنا المُتعرج ِة ذا َت سا َقي والدها الطويلتين
طفولة تعو ُد بخيبة.
قبل أن يبدأ العا ُم الجدي ُد ُتوصد
أمي با َب المطب ِخ جي ًدا ،تنه ُرنا من محاولات الهرب الأولى، فتا ٌة لها عينان بلو ِن السبانخ تؤك ُد
ما َت َبقى من آثا ِر أحذيتِنا على للصوت أ َّنها في الطريق إليه
الدخول طري ٍق لن يتع َّرف أح ُدنا فيه على
تخب ُرنا أنها وضعت سب َع حبا ِت قد يتطلَّب ذلك ساع ًة أو عامين.
الآخ ِر بع َد اليوم.
فو ٍل عاري ًة على الطاولة تفو ُح من البيت رائح ُة كع ٍك ت َّم نم ُّر على صنادي َق ُزجاجية تق ُف
لا يج ُب الاقتراب قب َل اليوم الرابع. بها نسا ٌء عاريات
َخب ُزه في صبا ِح ُعم ٍر طازج
في بداية العام الجديد، تستقبلُني أمي بنظر ٍة معتادة من ُيخبر َن الما َّرة أ َّن ثمة تخفي ًضا
تطهو لنا أمي الحبا ِت في إنا ٍء الغض ِب تستحي ُل سري ًعا إلى محب ٍة هائ ًل على ملاب ِس الإحرا ِم البيضاء
يتس ُع لكافة وجوه العائلة الغائبة
بينما يتخ َّش ُب بها ِرجا ٌل بلا