Page 198 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 198

‫العـدد ‪38‬‬                                 ‫‪196‬‬

                                                                 ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

          ‫السياسية والاجتماعية‬        ‫عندما بلغ ْت الطفلة‬        ‫آين راند‪..‬عندما تتكلم الفلسفة بلسان الأدب‬
          ‫والدينية التي تتحكم في‬
                                   ‫الروسية أليسا روزنباوم‪،‬‬
          ‫أو كما سيعرفها العالم بعد حياتهم يعود إلى عدم‬
          ‫ذلك باسم آين راند‪ ،‬عامها تقديرهم لذواتهم وعقولهم‪،‬‬
          ‫مما يسهل على الغير أن‬
                                   ‫التاسع كانت قد حسمت‬
          ‫يتحكموا فيهم‪.‬‬
                                   ‫أمرها بأن تكون كاتبة‪،‬‬
          ‫وقالت إن كل ما فعلته بعد لم تكن أفكار راند تناسب‬
          ‫البلد الذي كانت تعيش‬
‫آين راند‬  ‫فيه؛ فقد قامت الثورة‬     ‫ذلك في حياتها كان لتحقيق‬
                                   ‫هذا الهدف‪ .‬لكن ما لم تكن‬
          ‫ال ُبلشفية وهي لا تزال‬
          ‫تلميذة بالمدرسة‪ ،‬وتحولت‬  ‫تعرفه آين راند وقتها أنها‬

                                   ‫كانت ستصبح أكثر من‬
          ‫مجرد كاتبة؛ فهي الفيلسوفة روسيا إلى الشيوعية‬
          ‫الشهيرة‪ ،‬والأديبة اللامعة‪ ،‬وأصبحت الحريات شبه‬
          ‫وكاتبة السيناريو التي عملت معدومة‪ ،‬وعندما التحقت‬
          ‫في قلب أكبر صناعة للسينما بالجامعة كان تعبيرها‬
          ‫عن أفكارها المدافعة عن‬
                                   ‫في العالم‪« ..‬هوليوود»‪.‬‬
          ‫الحرية‪ ،‬ورفض تكريس‬
                                   ‫كانت‪ ،‬ولا تزال‪ ،‬آين راند‬
          ‫(‪ )1982 -1905‬تمثل أحد الفرد لحياته في سبيل‬

                                   ‫أقطاب الفكر التحرري أو‬

                                   ‫الليبرتاري في العالم‪ ،‬وهي‬

                                   ‫مؤسسة الفلسفة الموضوعية‬

                                   ‫‪ ،Objectivism‬وقد بدأت في‬

                                   ‫المجاهرة بأفكارها الفلسفية‬

                                   ‫منذ حداثة سنها‪ ،‬فقد كانت‬

                                   ‫ُتم ِّجد في فكرها الإنسان‪،‬‬
                                   ‫وحريته‪ ،‬وفرديته‪ ،‬في‬

                                   ‫مواجهة العالم‪ ،‬وتعتبر العقل‬

                                   ‫هو أداة الإنسان الوحيدة‬

                                   ‫التي ينبغي أن تتحكم في‬

                                   ‫حياته‪ .‬وبالتالي فقد رفضت‬

                                   ‫كل القوى الغيبية‪ ،‬أو المظاهر‬

                                   ‫الصوفية‪ ،‬التي يسمح كثير‬

                                   ‫من الناس أن تتحكم في‬

                                   ‫مصائرهم أو أفعالهم؛ وهو‬

                                   ‫ما جعلها تقرر في سن الثانية‬

                                       ‫عشرة أن تكون ُملحدة‪.‬‬
                                   ‫كانت ترى أن انسياق الناس‬
                                   ‫د‪.‬حمدي مهران* وراء ادعاءات المؤسسات‬
   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203