Page 192 - merit 38 feb 2022
P. 192
العـدد 38 190
فبراير ٢٠٢2 بينما وصف حركة الكواكب
بأنها معقدة ،وهذا معناه أن
الأكثر قبو ًل(.)54 ارتبا ًطا وثنيًّا بین نظرية «نيوتن» قد عکست
يتحمس «فيليب فرانك» البساطة والقابلية للتكذيب
لخاصية البساطة ،فيرى تفسي ًرا مبس ًطا لهذه
والمحتوى التجريبي، الظواهر الطبيعية(.)49
أنه إذا لم يكن هناك فالنظرية تكون أكثر كان بوانكاريه نفسه
تبسيط .فلن يكون هناك بساطة إذا كان لها محتوی يعتقد في وجود ملكات
علم ،وإذا قال امرؤ إنه تجريبي أكبر ،وإذا كان وقدرات إبداعية مشتركة
لا يريد معادلات ،وإن ما يمكن تكذيبها ،أي يجب بين الفنانين والعلماء،
يريده هو مجرد الحقائق تفضيل النظريات الأكثر
كلها ،فإنه يكون ساعيًا بساطة من الأقل بساطة، وفي إحدى كتاباته
فقط إلى الخطوة التمهيدية لأنها تمدنا بمعلومات أكثر، الاستنبطانية الشهيرة في
للعلم ،لا إلى العلم نفسه. ولأن محتواها التجريبي العام ۱۹۰۸تحدث عن
أكبر ،ولأنها أكثر خضو ًعا
وكثي ًرا ما يتهم العالم للاختبار ،ومثل «بوبر» وجود تلك الحساسية
بأنه يفرط في التبسيط، لذلك بنظرية «أينشتين» الجمالية الخاصة لدى علماء
العامة في النسبية التي
وهذا صحيح ،فليس رآها أكثر بساطة من الرياضيات ،التي تقوم
هناك علم دون إفراط في نظرية الميكانيكا عند بالدور الخاص بالمنخل
التبسيط ،ومهمة العالم «نیوتن» ،فالأولى تتضمن الناعم ،والتي تفرز مكونات
أن يجد معادلات بسيطة، تصورات أقل وفرو ًضا أقل التفكير ولا تبقى منها إلا
ويرى البعض أن العالم لا وتستوعب مضمو ًنا أكبر على تركيبات قليلة تتسم
يساعدنا على فهم أي شيء من الوقائع(***)(.)52 بكونها «متناغمة منسجمة»،
لأنه يفرط في تبسيط كل أما «همبل» فيخالف هذا
الرأي عند «بوبر» ،إذ يرى و»جميلة»(.)50
شيء(.)55 أن المحتوى الأكبر ليس انظر أي ًضا إلى موقف
ثم يتساءل «فرانك» :من مرتب ًطا بالبساطة الأكثر، بوانكاريه من الجمال« :إن
الذي يعرف طريقة أخرى فأحيا ًنا ما ينظر إلى نظرية العالم لا يدرس الطبيعة
لفهم الأشياء المعقدة غير «نيوتن» في الجاذبية على لأنها مفيدة ،بل يدرسها
أنها أبسط من كثير من لأنه يسر بها ولأنها جميلة،
الإفراط في تبسيطها؟ النظريات التي لا علاقة وأنا لا أتحدث هنا بالطبع
ويستطرد قائ ًل بأنه عندما لها بالنطاق المحدود الذي عن الجمال الذي يدغدغ
تتضمنه النظرية(.)53 الحواس ،جمال الخواص
ينتهي العالم من وضع بالإضافة لآراء «همبل» والمظاهر ،فرغم أنني
معادلة بسيطة ،عليه أن بصدد مبدأ البساطة يرى -شاكر عبد الحميد -لا
يستنبط منها وقائع قابلة أنه إذا كان هناك نظريتان أسقط قيمة هذا الجمال
متفقتان في المعطيات نفسها، إلا أنه لا علاقة له بالعلم،
للملاحظة ،ثم عليه أن وليستا مختلفتين في أيه إنما أعني بالجمال هذا
يدقق هذه النتائج ليرى ناحية موافقة لتأييدهما، الجمال العميق الذي يوجد
كانت النظرية الأبسط هي في التوازن بين الأجزاء،
ما إذا كانت متفقة مع والذي لا يتفهمه إلا الذكاء
هذه الملاحظات ،ومن ثم،
الخالص»(.)51
فإن مهمة العالم تتألف يرى «بوبر» أن هناك
من ثلاث خطوات :وضع
المبادئ ،استخراج نتائج
منطقية منها بغية استنباط
وقائع بشأنها ،ثم أخي ًرا
التدقيق العلمي لهذه