Page 193 - merit 38 feb 2022
P. 193
يتحمس "فيليب فرانك" لخاصية البساطة، هيرمان منكوفسكي هنري بوانكاريه
فيرى أنه إذا لم يكن هناك تبسيط .فلن
يكون هناك علم ،وإذا قال امرؤ إنه لا يريد
معادلات ،وإن ما يريده هو مجرد الحقائق
كلها ،فإنه يكون ساع ًيا فقط إلى الخطوة
التمهيدية للعلم ،لا إلى العلم نفسه.
وكثيًرا ما يتهم العالم بأنه يفرط في
التبسيط ،وهذا صحيح ،فليس هناك علم
دون إفراط في التبسيط ،ومهمة العالم أن
يجد معادلات بسيطة
يشكلان من غير شك رياضيات متقدمة ج ًّدا في الوقائع الملاحظة(.)56
صورة تتجلى فيها النزعات بناء هذا الكون»(.)58 قد يفضل البعض النظرية
الجمالية ،فإن رجال العلم
بوحي من أفكار «أينشتنين» لأن معادلاتها البسيطة
-كما ذكرنا ت ًّوا -في أصبح «ديراك» يهتم -أكثر تتيح حساب النتائج على
معرض مفاضلتهم بين نحو أسهل وأسرع ،إنها
نظريتين منطويتين على من أي فيزيائي آخر- اقتصادية لأنها توفر الوقت
القدر نفسه من الحقيقة، بالجمال الرياضي بوصفه والجهد ،والبعض الآخر
يختارون النظرية الأبسط، يفضلها لأسباب جمالية،
إن البساطة في أعماقها سمة أساسية من سمات إذ إن النظريات البسيطة
معيار جمالي( .)60كما يؤكد الطبيعة ،وكدليل يستهدي أكثر روعة وجما ًل ،فكثير
به في أبحاثه« :إن النظرية
«سوليفان». من العلماء الرياضيين
لكن «فرانك» ينكر هذه ذات الجمال الرياضي يتحمسون لنظرية «أينشتين»
الأسباب التي من أجلها أقرب إلى الصحة من نظرية
تفضل النظرية البسيطة، في الجاذبية لأن معادلاتها
ويعتقد بعوامل أخرى، غير أنيقة ولو كانت هذه على درجة فائقة من البساطة
فيشرح لنا أنه إذا درسنا تنسجم مع بعض النتائج
والجمال الرياضي(.)57
النظريات التي كانت التجريبية»(.)59 بهذا المفهوم نفسه كان
موضع تفضيل بسبب يبدو جليًّا أنه إذا كان «ديراك» يفضل النظريات
العنصر الجمالي أكثر برو ًزا الجميلة على تلك المدعمة
بساطتها ،لوجدنا أن في علوم الرياضيات ،فإن بالوقائع ،ولكنها غير أنيقة،
السبب القاطع لقبولها لم علوم الفيزياء لا تفتقر فالوقائع -كما قال -تتغير
إليه بكل تأكيد .إن البحث باستمرار ،وقال أيضا« :إن
يكن سببًا اقتصاد ًّيا أو عن قوانين عامة والسعي الإله رياضي من الدرجة
لإيجاد نظریات شاملة
الأولى ،وقد استخدام