Page 9 - ملف الإنجاز - portfolio
P. 9
مصادرالدعم والتشجيع في حياتي
أنا الابنة الصغرى في عائلتي المكونة من خمسة أفراد (ثلاث بنا ٍت وولدين) .أو ما كما يقال في
حكاياتنا الشعبية "آخر العنقود" .عشت في بيئة مدللة .وقد تميزت عن بقية إخوتي في الدلال
والمعاملة من طرف والدي ،أقاربي ومن حولنا .خاصة أني َأ ْص ُغر إخوتي بأعوام كثيرة .فقد أتيت إلى
الدنيا بعد عشرة أعوام من توقف أمي عن الحمل والولادة .وعندما وصلت الصف الثالث كنت في
كنف والدي لوحدي .فكانوا جميع إخوتي متزوجين وأصبحت خالة وعمة في حينها.
أنهين أخواتي الصف الثاني عشر وق َّدر الله أن يأتي نصيبهن وتزوجن في جيل صغير .لم يتعلمن على
الرغم من امتلاكهن شهادة ثانوية تؤهلهن للدخول إلى الجامعة .ولكن شاءت الأقدار أن يتزوجن
ولم يوافق أزواجهن على تعليمهن .لذلك كان قرار أمي أن لا تزوجني إلا عندما أنهي تعلمي وترى
الشهادة في عينها .فلا تريد أن يحدث معي كما حدث مع أخواتي .ومن هذا القرار الذي أصدرته أمي
تبدأ حكاية الدعم والتشجيع منها.
أمي والتي تبلغ من العمر سبعين عا ًما .أدعو الله أن يرزقها الصحة والعافية وطول العمر .أنهت
دراستها حتى الصف الثامن .فكان والدها رحمه الله شديد المعاملة ،قاسيا في حينها ،م َّدعيا بقوله
" وين أروح بلحيتي لما يقولوا الناس بنت فلان طالعة من بلد لبلد بتتعلم" .وهنا أتحدث عن زمن
بعيد الذي كانت فيه الاعتقادات خاطئة والتفكير رجعي ومسألة "العيب" منتشرة .وقلائل من
الذين يعلمون بناتهم .لكن هذه الاعتقادات طبقها جدي على بناته الكبار في العائلة أما ابنتيه
الصغيرتين فلم يحرمهن حتى من التعلم الجامعي واليوم يحملن شهادة الدكتوراة .أما أخوالي
الخمسة تعلموا جميعهم ،وقد وصلوا إلى مراتب عالية في التعلم (دكتور ،بروفسور )...في مجالات
9