Page 14 - ملف الإنجاز - portfolio
P. 14
من يقرأ هذه القصة يسأل نفسه أين الصعوبات في الموضوع .ولكن أجيبه وأقول بأن من يسلك
طري ًقا اختارها ليفيد بها غيره يجب أن يمتلك النزاهة ،الصدق ،الإخلاص والإتقان في العمل من بداية
السلك حتى سن التقاعد .وهذه أمانة نحملها بين أيدينا مدى الحياة مما تشكل عبئا وصعوبة للمعلم.
فعلى المعلم أن يعمل على التغيير والتطوير دائما ليحقق نتائج أفضل.
استحضرتني جملة سمعتها في إحدى القنوات لها صلة فيما حدث معي الصف " :إن الطالب
كالإسفنجة يمتص كل ش يء" .لكن هل هذه المقولة صحيحة؟ أعتقد أنها خاطئة لأنها توحي أن
الطالب ليس له دور ،الطالب متل ٍّق فقط ،لا يقوم بأي ش يء .لكن المقولة الأصح أن الطالب كالمحرك
يثار ،ينفعل ويتفاعل .بمعنى أن الطالب شبه محرك السيارة يثار في البداية ،ينفعل ،ويتفاعل .وهذه
هي المقولة الأصح .وهكذا يجب أن تكون نظرة المعلم للمتعلم حتى تنجح العملية التربوية التع ّلمية.
القصة الثالثة:
بسبب طبيعة عملنا فلا بد أن نمر ونرى مواق ًفا كثيرة أمامنا وأن نلتقي بأشخاص جدد .هؤلاء
الأشخاص نأخذ عنهم انطبا ًعا مباش ًرا أو فكرة عامة تتكون لدينا بنا ًء على شكلهم أو تصرفاتهم
الخارجية .وبذلك نكون قد تسرعنا في الحكم عليهم دون التفكير هل هناك مبررات لقولهم أو فعلهم
أم ليس هناك مبررات.
فمن الصحيح أن لا نتسرع في الحكم على أحد .فهناك دائما وجهين لكل قصة .وكل شخص لديه
أسرار باطنة لا يعلمها إلا الله ونفسه .وهذا ما حصل معي في القصة التالية:
دخلت في يوم ما إلى أحد الصفوف الثالثة بمثابة معلمة بديلة .هذه ليست المرة الأولى التي أدخل بها
إلى هذا الصف .فقد ترددت على دخوله بعد أوامر إدارية .في كل مرة أدخل بها الصف ألقي عليهم
التحية .جميعهم يردون السلام باستثناء طالب واحد لا يرد ويجلس وحي ًدا كئي ًبا منطوًيا على نفسه.
14