Page 32 - مجلة جمارك عمان العدد 5
P. 32
من ذاكرة الجمارك
إ��سكندر حنا
ودوره في تطوير العمل الجمركي في ُعمان
( 1921ــ )1960
متابعة وإعداد �أدرك ال�س�لطان تيمور بن في�صل �آنذاك �أهمية �إ�صلاح النظام الجمركي
الوكيل أول /إسحاق بن إبراهيم البوسعيدي ك�أحد �أبرز الحلول للخروج من الأأزمات المالية العديدة التي كانت تع�صف
قســــــــم العلاقــــــــــات العامــــــــــة ب�س�لطنة ُعم�ان ،ل�ذا حر��ص عل�ى تنظي�م م�ؤ�س�س�ة الجم�ارك وا�س�تقطاب
ع�دد م�ن الخرباء العرب لإإدارتها وتوجيهها التوجي�ه ال�صحيح ،فظهرت
وبال أأخ��ص خالل الفرتة م�ا بني 1927م حت�ى 1938م ،إ�ذا م�ا ذهبن�ا العدي�د م�ن الأأ�س�ماء الت�ي تعاقب�ت عل�ى العم�ل في ه�ذه الم ؤ��س�س�ة بفروعها
إ�لى ال�ر أ�ي القائ�ل ب��أن �إع�داد ال�ص�ورة ال أأولي�ة م�ن تل�ك القوانني ق�د تم المختلف�ة ،مث�ل :عب�د ال�سالم ح�سني غ ّن�ام ،و�أحم�د زك�ي عب�ده ،وعب�د
قب�ل و�صول�ه �إلى م�س�قط في ع�ام 1921م ،عل ًم�ا ب��أن الباح�ث العم�ري قد الله أ�فن�دي مدي�ر جم�رك م�س�قط ،و�أحم�د حم�دي أ�فن�دي مدي�ر جم�ارك
ذهب إ�لى �أن إ��سكندر ح ّنا هو من أ��شرف على إ�عداد القوانين الجمركية مط�رح في ع�ش�رينيات الق�رن الما�ض�ي ،كم�ا ب�زغ نج�م موظ� ٍف �آخ�ر أ�كم�ل
لم�س�قط ،وربم�ا اخت�ار الباح�ث محمد العمري تاري�خ 1920م لاعتقاده �أن م�سيرة من قبله ،ولعب دو ًرا مه ًما في تنظيم عمل الجمارك العمانية على
إ��س�كندر ح ّن�ا كان موج�و ًدا وقتها بعم�ان ،فقد عززت تلك القوانين قدرة م�دى �أربع�ة عق�و ٍد م�ن العم�ل ،بتاري�خ 12يناي�ر 1921م أ�ر�س�ل القن�ص�ل
الإإدارة المركزي�ة للجم�ارك بم�س�قط عل�ى م�د نفوذه�ا �إلى بقي�ة المناط�ق البريط�اني في م�س�قط خطا ًب�ا إ�لى تريف�ور Trevorالمقي�م ال�سيا�س�ي
الت�ي به�ا موان�ئ بحري�ة ،وبالت�الي الزي�ادة الحتمي�ة لمداخي�ل المحط�ات البريط�اني في بو�ش�هر يفي�د فيه�ا ب� أ�ن حكوم�ة زنجب�ار أ�فادت�ه ب أ��س�ماء
الجمركي�ة البعي�دة ع�ن م�س�قط ،كم�ا أ�ح�دث تطبيقه�ا نو ًع�ا م�ن زي�ادة �أربع�ة موظفني ،يخدم�ون في الوقت الحالي بالع�راق ،وهم م ؤ�هلون للعمل
الوع�ي والفه�م ل�دى التج�ار والمواطنني بطبيع�ة الأأنظم�ة الجمركية التي في جم�ارك م�س�قط ،ولديه�م الرغب�ة للانتق�ال إ�ليه�ا للعم�ل ،طال ًب�ا من�ه
مخاطب�ة الجه�ات المعن ّي�ة بالع�راق م�ن �أج�ل الح�ص�ول عل�ى خدماتهم في
يت�م تطبيقه�ا م�ن قب�ل الحكوم�ات المعا�ص�رة. �أق�رب وق� ٍت ممك�ن ،مقاب�ل 300ـ�ـ 400روبي�ة �ش�هر ًيا كروات�ب ،عل�ى أ�ن
نظ ًرا للجهد الكبير الذي بذله إ��سكندر ح ّنا في �إدارة الجمارك العمانية يتم تحديدها بعد الاطلاع على م ؤ�هلاتهم وخدماتهم ،و�ستتحمل حكومة
وال إإ�شراف على محطاتها المختلفة ،فقد حر�صت الحكومة العمانية على
الا�س�تعانة ب�ه والا�س�تفادة م�ن خبرات�ه ل أأكرب م�دة زمني�ة ،حي�ث كان�ت م�س�قط تكاليف �س�فرهم.
الجم�ارك في مقدم�ة م�ص�ادر الدخ�ل قب�ل ظه�ور النف�ط وت�صدي�ره في وبالفع�ل فف�ي 20يناي�ر 1921م أ�ر�س�ل المقي�م تريف�ور Trevorالخط�اب
فترة مت�أخرة من �ستينيات القرن الما�ضي ،لذا كان وجود �إدارة جمركية رق�م � 125إلى المفو��ض ال�س�امي ببغ�داد طال ًب�ا م�س�اعدته في الح�ص�ول
واعية من �ش أ�نه الإإ�سهام في تح�سين الو�ضع المادي ،والقيام بالإإ�صلاحات على خدماتهم ل�صالح حكومة م�س�قط ،وهم� :ش�فيق أ�فندي الده�ش�وري،
الاقت�صادي�ة المرجوة. محم�ود محم�د مك�ي ،ب�ش�ارة الطرابل�س�ي ،إ��س�كندر ح ّن�ا .
في الثام�ن م�ن ربي�ع ال آآخ�ر م�ن ع�ام 1342ه�ـ المواف�ق ال�س�ابع ع�ش�ر م�ن
نوفمرب 1923م أ�ر�س�ل مجل��س وزراء �س�لطنة عم�ان خطا ًب�ا إ�لى إ��س�كندر
أ�فن�دي ح ّن�ا يفي�د باختياره مدي ًرا عا ًما للف َر�ض (الجمارك ال�س�لطانية)،
وذل�ك “لم�ا توقع�وه م�ن الهم�ة والاجته�اد والن�ش�اط في ال أأعم�ال ،للقي�ام
ب�إج�راءات ل�وازم الإإدارة العمومي�ة للجم�ارك ال�س�لطانية”.
وق�د تج�دد اختي�ار ا�س�كندر أ�فندي ح ّنا مدي� ًرا للجمارك ال�س�لطانية �أكثر
م�ن م�رة من�ذ و�صوله لم�س�قط في عام 1921م ،وحت�ى مغادرته النهائية في
يناير 1960م ب�س�بب مر�ضه ،وت�ريش الوثيقة ال آآتية التي تعود إ�لى التا�س�ع
م�ن دي�س�مبر ع�ام 1927م إ�لى �أحد تل�ك الاتفافات بينه والحكومة .
وق�د لع�ب �إ�س�كندر ح ّن�ا دو ًرا مه ًم�ا في �إع�داد وتعدي�ل ه�ذه القوانني
31