Page 34 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 34
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
الأكبـر مـن التركيبـة السـكانية المصريـة)21(. تدخـل الدولـة -وتقليـص أدوارهـا الاقتصاديـة:
الإنتاجيـة والخدميـة -أصبحـت الهجـرة المشـروعة
ويعتمـد هـذا الرفـض علـى أن الديـن الإسـامي وسـيلة أبنـاء الفئـات الاجتماعيـة الوسـطى ،لتحسـين
أنصـف المـ أرة فـي محكـم آيـات القـرآن الكريـم والسـنة فـرص عملهـم ومعيشـتهم ،وضمـان فـرص تعليـم
النبويـة الشـريفة ،وأن تحديـد ملامـح وضـع المـ أرة أفضـل لأبنائهـم فـي دول المهجـر الغنيـة ،وأصبحـت
فـي المجتمـع تحكمـه علاقـة الرجـل بالمـ أرة ،كمـا موجـات الهجـرة غيـر المشـروعة وسـيلة أبنـاء الفئـات
نصـت عليـه قوانيـن الأحـوال الشـخصية ،المسـتمدة الاجتماعيـة محـدودة الدخـل ،لمواجهـة تحديـات
بالأسـاس مـن الشـريعة الإسـامية .مـن ثـم ليسـت العولمة وتهديدها لإمكانات فرص عملهم ،وتحسين
هنـاك وجاهـة للحديـث أو المعالجـات العلميـة أو
الثقافيـة لمسـألة إحقـاق حقـوق المـ أرة فـي المجتمـع مسـتوياتهم المعيشـية فـي مجتمهـم)20(.
المصـري ،فهـي ليسـت إلا اخت ارقـات ثقافيـة غربيـة
وتعـد قضايـا حقـوق الإنسـان ،وحريـة الـ أري
دخيلـة علـى المجتمـع الإسـامي. والتعبيـر ،والمجتمـع المدنـي ،وتمكيـن المـ أرة ،أبـرز
القضايـا الاجتماعيـة الثقافيـة التـي أسـفرت عنهـا
هنـا يجـب علينـا م ارجعـة الكتابـات والنقاشـات المتغيـ ارت الدوليـة الثقافيـة ،ووجـدت صـدى واسـعا
التـي ظهـرت وتناولهـا الإعـام المرئـي والمسـموع لهـا فـي المنطقـة العربيـة ،وفـي مصـر تحديـداً منـذ
والمقـروء منـذ الإعـان عـن القـ ارر الجمهـوري بدايـة الألفيـة الثالثـة ،وذلـك فـي ظـل اسـتحكام
بإنشـاء المجلـس القومـي للمـ أرة عـام ،2000ومـا وطـأة العلاقـات غيـر المتكافئـة بيـن الثقافـة الغربيـة/
تبعـه مـن مشـاريع قوانيـن ،خاصـة بالمـ أرة والأسـرة، الأمريكيـة المعولمـة ،والثقافـة المحلية/التقليديـة
ومنهـا قانـون الأحـوال الشـخصية ،والـذي أخـذ مـن
مجلـس الشـعب العديـد مـن الجلسـات ،نظـ اًر لتسـجيل للمجتمعـات العربيـة.
جميع الأعضاء لطلب الكلمة لمناقشة هذا القانون،
والاعتـ ارض علـى بعـض مـواده ،وخاصـة مـادة رقـم ولنأخـذ تحديـداً قضيـة حقـوق المـ أرة فـي المجتمـع
18الخاصـة بالخلـع( ،وهـو الأمـر النـادر الحـدوث المصـري ،وآليـات تمكينهـا منـذ الألفيـة الجديـدة
وحتـى الآن .فإحقـاق الحقـوق الإنسـانية أمـر لا
فـي جلسـات مجلـس الشـعب). يختلـف عليـه البشـر فـي أي مـكان بالعالـم .إلا أن
قضيـة حقـوق المـ أرة ،ومعالجتهـا بالد ارسـة والتحليـل
مـا أعنيـه فـي هـذا الإطـار هـو أننـا لا بـد أن نكـون والتفسـير فـي المجتمـع المصـري غالبـا مـا كانـت
علـى وعـي تـام بـأن عمليـة التغييـر الثقافـي المتعمـدة تواجـه بالانتقـادات ،والرفـض المجتمعـي فـي كثيـر
تعـد أصعـب عمليـات التغييـر التـي يمكـن أن تنجـز مـن الأحيـان .الأمـر الـذي يرجـع إلـى سـيطرة الثقافـة
فـي أي مجتمـع ،ومـن ثـم فـإن القـ ار ارت العليـا - الذكوريـة وسـطوتها تـارة ،تلـك الثقافـة التـي يتبناهـا
التـي تسـعى لهـذا النـوع مـن التغييـر -يجـب أن الكثيـر مـن أفـ ارد المجتمـع إناثـا وذكـو ار علـى حـد
تهتـم وتأخـذ فـي اعتبارهـا ردة الفعـل الاجتماعـي سـواء ،أو مـن الثقافـة الدينيـة غيـر الصحيحـة ،تـارة
علـى هـذه القـ ار ارت قبـل اتخاذهـا ،بـل وأن تسـعى أخـرى .تلـك الثقافـة يتمسـك بهـا الكثيـر مـن أفـ ارد
إلـى تحضيـر المجتمـع بفئاتـه الاجتماعيـة المختلفـة المجتمـع ،وخاصـة بيـن أعـداد الأمييـن وأشـباه
الأمييـن فـي الفئـات الاجتماعيـة محـدودة المـوارد،
لهـذا النـوع مـن التغييـر الثقافـي. ومـن ثـم محـدودة الثقافـة العامـة والدينيـة ،والذيـن
يسـهل بالتالي تشـكيل عقولهم ،وهم للأسـف القطاع
ويتأتـى ذلـك بالاسـتخدام الأمثـل لوسـائل التنشـئة
الاجتماعيـة ،ووسـائط الضبـط الاجتماعـي،
34