Page 38 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 38
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
تعديـل الاسـت ارتيجية الأمنيـة الأمريكيـة ،وحمايـة الدوليـة فـي ظـل العولمـة الليب ارليـة ،يجـب أن تتـم
مصالحهـا الجيوسياسـية ،والاقتصاديـة ،والثقافيـة فـي ضـوء عمليـة إشـ ارك حقيقيـة للنخـب والجماعـات
فـي ضـوء المتغيـ ارت الجديـدة فـي المناطـق المختلفـة الاجتماعيـة علـى اختـاف انتماءاتهـا الفكريـة
مـن العالـم ،وذلـك لتحقيـق مصالحهـا والدفـاع عـن والعقائديـة والسياسـية والاقتصاديـة .هـذا الإشـ ارك
القائـم علـى الشـفافية والديمق ارطيـة الحقيقيـة،
مصالحهـا داخليـا وخارجيـا. والـذي يمثـل «الفاعـل الاجتماعـي» ،والمعـزز،
بـل والضامـن لإنجـاح هـذه الاسـت ارتيجية ،وتحقيـق
وعليـه يجـب أن تولـى مصـر الاهتمـام البالـغ مبـادئ وأهـداف التنميـة المسـتدامة .إن إشـ ارك «
بمسـألة ترسـيخ وبلـورة القواعـد الأساسـية الداعمـة الظهيـر الشـعبي» أو “الفاعـل الاجتماعـي» فـي
لاسـتق ارر دولـة القانـون فـي «الوعـي الجمعـي»، عمليـة التنميـة الشـاملة ،واتخـاذ القـ ار ارت علـى
ومـن ثـم «الضميـر الجمعـي» ،بحيـث يصبـح أهـم كافـة الأصعـدة الإقليميـة والمحليـة ،يعمـل ولا شـك
مـا يميـز دولـة القانـون المصريـة والـولاء لهـا هـو علـى تبنـي هـذا الفاعـل الاجتماعـي للاسـت ارتيجيات
«الـولاء للقانـون ذاتـه” ،الأمـر الـذي سـُيفعل بـدوره والدفـاع عنهـا ،عوضـاً عـن رفضهـا ،ورفض الآليات
الرقابـة الشـعبية علـى ممارسـة الفسـاد ويحـد منـه التـي أدت إلـى اسـتبعاده مـن المشـاركة فـي تحديـد
علـى المسـتوى الداخلـي مـن جهـة ،ويسـهم ويؤكـد
ويعـزز الصـورة الديمق ارطيـة العقلانيـة للدولـة علـى ملامحهـا ،ومـن ثـم إلـى فرضهـا عليـه.
المسـتوى الخارجـي ،مـن جهـة أخـرى. تمثل مسألة بناء دولة القانون في أي دولة معيا ار
بالـغ الأهميـة لتعزيـز العلاقـات الثنائيـة ،والعلاقـات
ممـا يسـهم فـي فتـح أبـواب الاسـتثما ارت الأجنبيـة، متعـددة الأطـ ارف فـي المنظومـة الأمميـة .وممـا لا
ويعـزز ثقـة المسـتثمرين الجاديـن الأجانـب لدخـول شـك فيـه أن الثـورة المعلوماتيـة التـي شـكلت ملامـح
السـوق المصـري المسـتقر والواعـد .ومـن ثـم تعـود العولمـة الليب ارليـة ،سـمحت للجميـع ،وبخاصـة دول
هـذه الثقـة علـى دولـة القانـون المصريـة بالفائـدة الاقتصـاد الليب ارلـي ،وكـذا دول الاقتصـادات الكبـرى
المباشـرة فـي زيـادة معـدلات الاسـتثمار الأجنبـي، (كروسـيا والصيـن) ،ودول الاقتصـادات البازغـة
وخاصـة مـن الولايـات المتحـدة الأمريكيـة ،التـي تعـد (كالهنـد والب ارزيـل) ،ودول النمـور الآسـيوية ،بـل
حتـى الـدول الناميـة ،بالحصـول علـى المعلومـة
ثالـث أكبـر مسـتثمر أجنبـي فـي مصـر. وقـت حدوثهـا ،حيـث أصبـح معظـم مـا يجـري
بداخـل أي دولـة معلومـا للجميـع ،وذلـك بفعـل إتاحـة
أشـار الجهـاز المركـزي للتعبئـة العامـة والإحصـاء
إلـى أن الاسـتثما ارت الأمريكيـة وصلـت فـي عـام هـذه العوالـم الافت ارضيـة أمـام الجميـع.
2021 : 2020إلـى 6.1مليـار دولار بارتفـاع
قـدره %15.1مـن اسـتثما ارتها فـي عـام : 2019 هنـا بـدأت وكالات الأنبـاء العالميـة ،والتابعـة فـي
2020والـذي تمثـل فـي %4.1مليـار دولار كمـا الأسـاس للولايـات المتحـدة (كرويتـرز ،وبلومبـرج
أشـار إلـى ارتفـاع قيمـة التبـادل التجـاري بيـن البلديـن وغيرهمـا) تسـعى جاهـدة كل دقيقـة وكل ثانيـة،
لتسـجل %8.6مليـار دولار خـال عـام ،2021 فـي جمـع المعلومـات عـن ومـن كل دول العالـم،
مقابـل %6.3مليـار دولار عـام 2020بنسـبة ليـس فقـط لكسـب سـبق نشـرها ،وإنمـا لتحليلهـا وبنـاء
التوقعـات المسـتقبلية القريبـة والبعيـدة ،واسـتخدام
ارتفـاع قدرهـا )25( .%37.4 هـذه المعلومـات والاسـتفادة منهـا فـي بلـورة ،أو
فـي ضـوء سـيادة دولـة القانـون لا بـد مـن السـعي
إلـى إصـاح المنظومـة السياسـية والوصـول بهـا
38