Page 3 - كلمة الكاتب محمد سلماوي نهائي2
P. 3

‫فردت نفسي قائلة‪ :‬وما لي أنا بالجسد؟ قد يكون‬
‫الجسد الذي تتحدث عنه قد وهن أو مرض‪ ،‬لكني أنا كما‬
‫أنا‪ ،‬فليهنئك الناس بوصولك للثمانين‪ ،‬رغم أنك في رأيي لا‬
‫تستحق تهنئة على شيء لا فضل لك فيه‪ ،‬لكني أؤكد لك‬
‫أنني لم أتغير منذ أتيت إلى هذه الدنيا في يوم السبت ‪٢٦‬‬
‫مايو عام ‪ ..١٩٤٥‬وبالمناسبة جسدك الذي تتحدث عنه لم‬
‫يكن يومها يريد المجيء‪ ،‬ربما لمعرفته بما سيصيبه في سن‬
‫الثمانين‪ ،‬وأذكر أن الطبيب المولد علي (باشا) إبراهيم‬
‫اضطر لأن يجذبه عنوة بالجفت الطبي الذي ترك أثرا صغيرا‬
‫في رقبتك‪ ،‬إذا دققت النظر في المرآة فستراه‪ .‬أما أنا فكنت‬
‫أتوق لدخول هذا العالم الجميل الذي كان على أعتاب‬

                              ‫مرحلة مشرقة من تاريخه‪.‬‬

                                                             ‫‪2‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8