Page 8 - كلمة الكاتب محمد سلماوي نهائي2
P. 8

‫قالت نفسي‪ :‬لا أود سماع هذا الحديث‪ ،‬إن كنت أنت في‬
‫الثمانين‪ ،‬فأنا ما زلت في العشرين‪ ،‬بل أنا ما زلت تلك النفس‬
‫التي ولدت في الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم الذي‬
‫ذكرته لك من عام ‪ .١٩٤٥‬لقد توسعت مداركي على مدى‬
‫الأيام‪ ،‬وازدادت معارفي بمرور السنين‪ ،‬لكني ما زلت كما‬
‫أنا‪ ،‬أبصرك كل صباح بالحياة ومباهجها‪ ،‬وأذكرك‬
‫بحبك للبشر‪ ،‬وإيمانك بقضاياهم‪ ،‬ورغم شكواك من وهن‬
‫الجسد سأواصل إلهامك بالأعمال الأدبية التي تسعد بها‬
‫الناس‪ ،‬لكن لا شأن لي بثمانينيتك هذه‪ ،‬فأنا ليس لدي‬
 ‫تيبس في المفاصل‪ ،‬ولا أشكو من صعوبة ارتداء الجوارب‪.‬‬

                                                             ‫‪7‬‬
   3   4   5   6   7   8   9