Page 26 - merit 53
P. 26
العـدد 53 24
مايو ٢٠٢3
د.علي الطويبي
(تونس)
الرمزي في العتبات
خليل حاوي كسر منطق الأحداث ،فهو يصنع لنصه ذاكرة أخرى تقوم
على المخالفة والجريان في اتجاهات مختلفة ،فمن العنوان تتفرع اللغة
وتتناسل الكتابة ،وهو هوية النص واسمه ،فكما دخل يونان في بطن
الحوت فعلى القارئ الانسراب في جوف القصيدة .وقد ورد العنوان مرك ًبا
بالجر ابتدأ بالحرف :في ،المحيل على المكان القابل للامتلاء والدخول،
وقد يحيل هذا المركب كذلك على القاع البعيد المظلم .وهو من وجهة نظر
أخرى ارتباط بالزمن الأول ..وهكذا يتفرع الواحد إلى عدة أجزاء.
مفهو ًما جدي ًدا على مستوى الإجرائي ،لننتقل بعد المقدمة يتصل
ذلك إلى محاولة تحديد دور العتبات في فهم النص
مقالنا :الرمزي في العتبات( (�Le sym
الشعري قس ًما أو ًل ،في حين سنهتم في القسم )bolique dans les seuilsبالبحث
الثاني بالرمزي في العتبات. في علاقة العتبات بالرمزي( (�Symbo
،)liqueمن خلال تتبع طرائق اشتغال
-1الرمزي مفهو ًما بدي ًل: الرمز ( )Symboleفي القصيدة من بوابة
من الرمز إلى الرمزي عتبات النص الشعري الحديث .ومن بين
إن اختيارنا الرمزي موضوع بحث بدل الرمز هذه العتبات التي سنوليها اهتما ًما :العنوان.
لما لاحظناه من تداخل مفاهيمي في ما سبقنا من يقودنا هذا الطرح إلى الوقوف عن ماهية الرمزي
أعمال ،قد يكون مرده عدم اطلاع البعض على من خلال التمييز بينه وبين بعض المصطلحات
معاجم وكتب نقدية كان لها الدور الفعال في القريبة منه ،من قبيل الرمز والرمزية( (�Sym
تحديد مناهج النقد الحديث .لذلك صوبنا بحثنا ،)bolismeواصلين ذلك بمفهوم العتبات (les
نحو الرمزي منتقلين من مرحلة تتبع المفهوم إلى
مرحلة تتبع طرائق اشتغال هذا المفهوم .وبالعودة .)seuils
إلى كتاب تودوروف نظريات في الرمز نتبين منذ وعلى ضوء ما تقدم سيكون اهتمامنا مقتص ًرا على
المحاور التالية :الرمزي مدخ ًل مفاهميًّا باعتباره