Page 70 - merit 53
P. 70

‫العـدد ‪53‬‬                                              ‫‪68‬‬

                                                                                 ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

‫رحيم جماعي‬

‫(تونس)‬

‫على َأ ْحَز ِن ما ُيرام‬

   ‫(‪)11‬‬                              ‫(‪)6‬‬                                                                      ‫(‪)1‬‬

        ‫خمسون عا ًما‪..‬‬                      ‫حين مات أبي‪..‬‬                                                              ‫قالت إِ َّنها‪..‬‬
            ‫وأن ِت عارية‬                ‫َ ْل ينطفئ أ ُّي شي ٍء‬                                                        ‫ُتح ُّب ال َّسفر‬
                                                                                                               ‫ِم ْن يو ِمها وأنا على‪..‬‬
      ‫ِم َن العصافير يا‪..‬‬                   ‫َف َق ْد كانت أ ِّمي‪..‬‬                                                   ‫َق ْي ِد ال ُّط ُرقات‪.‬‬
          ‫شجرة ال ُع ْمر‪.‬‬            ‫ُتضي ُء بي َتنا‪ ..‬بال ُّدموع‪.‬‬
                                                                                                              ‫(‪)2‬‬
   ‫(‪)12‬‬                                ‫(‪)7‬‬
                                                                                                                  ‫ال ُّنجوم شعراء‪..‬‬
‫َأ ْن َف ْق ُت عمري في انتظارك‬        ‫أعر ُف امرأة وحيدة‬                                                           ‫َن َف ْت ُه ْم أوطا ُن ُهم‬
            ‫حتّى َب َن ْت‪..‬‬            ‫مقطوعة ِم ْن‪ ..‬قلب‬                                                      ‫فطاروا نحو الأعالي‬
                                       ‫كلَّما َ َل َح ْت عاشق ْين‬                                              ‫ُيضيئو َنها ِم ْن بعيد‪.‬‬
        ‫عصافير قلبي‪..‬‬                ‫صارت كلَّها أحضا ًنا‪.‬‬
   ‫أعشا َشها في ُشرفتِك‪.‬‬                                                                                      ‫(‪)3‬‬
                                     ‫(‪)8‬‬
   ‫(‪)13‬‬                                                                                                        ‫الّذي اخترع الباب‪..‬‬
                                          ‫ا َّت ِكئِي عليه ب ِر ْف ٍق‬                                             ‫كان في الحقيقة‪..‬‬
     ‫لا ُيحز ُنني سوى‪..‬‬              ‫أنا عمو ُد الإنارة الذي‪..‬‬
   ‫رحيلك الفاجع يا أبي‬                                                                                  ‫َي ْحلُ ُم بال ُّدخول من ال َّشوارع‬
‫ُي َذ ِّك ُرني ِب َأ َّننا في رمضان‬       ‫شاخ ِم َن الوقوف‬                                                      ‫و َ ْل يكن يملك َب ْيتًا‪.‬‬
                                             ‫على‪ ..‬عتبا ِتك‪.‬‬
        ‫كانت لنا طاولة‪.‬‬                                                                                       ‫(‪)4‬‬
                                     ‫(‪)9‬‬
   ‫(‪)14‬‬                                                                                                              ‫أعر ُف امرأ ًة‪..‬‬
                                     ‫لا أح ٌد َي ُم ُّر ِببابي‬                                                      ‫لا تعرف َك ْم‪..‬‬
        ‫خمسون عا ًما‪..‬‬               ‫لكنَّني أفت ُحه دائ ًما‬                                                          ‫َع َد ُد ع َّشاقها‬
  ‫َأ ْن َف ْق ُتها مرفو َع الحنين‬    ‫لاستقبال َأ ِحبَّتي‪:‬‬                                                      ‫َف َق ْد كانت‪ ..‬وحيدة‪.‬‬

          ‫حين َم َر ْر ِت‪..‬‬            ‫قوافل الخيبات‪.‬‬                                                         ‫(‪)5‬‬
          ‫َط ْأ َط ْأ ُت قلبي‪.‬‬
                                     ‫(‪)10‬‬                                                                      ‫اشتري ُت حذا ًء لقلبي‬
   ‫(‪)15‬‬                                                                                                           ‫و ِر ْف َق ًة خالصة‪..‬‬
                                     ‫منذ رحيلِك وأنا‪..‬‬
   ‫كلَّما ارتفع ْت حرارتي‬                                                                   ‫َأ ْم َ ُل‬         ‫ِم َن الأغاني الحزينة‬
     ‫لا أذه ُب إلى ال َّطبيب‬         ‫بالحجارة قلبي‬                                          ‫فقط‬              ‫لكن ين ُق ُصني ال َّطريق‪.‬‬
                                        ‫لِ َئ َّل أطي َر‪..‬‬
‫لِ َئ َّل يتف َّط َن إلى مسما ِر ِك‬  ‫يا ألي خفي ًفا إليك‪.‬‬
      ‫في قلبي و َي ْن َت ِز ُع ُه‪.‬‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75