Page 114 - المسرح الشعري
P. 114
مقدمة
يرتبط الأدب بالتاريخ بروابط وثيقة ،فالتاريخ والأدب وجهان لعملة
واحدة ،ولقد لجأ كثير من أدباءنا إلى التاريخ لكي يأخذوا من أحداثه
ووقائعه وشخوصه مادة لفنهم ،منهم الأستاذ توفيق الحكيم الذي
أستوحى أحداث التاريخ ،فكتب مسرحية إيزيس وتاريخ مصر في العصر
المملوكي ،وكتب السلطان الحائر ،ومسرحية لعبة الموت ،والأستاذ على
أحمد باكثير الذي أستوحى هو الأخر تاريخ مصر في عصر المماليك
فكتب رواية و إسلاماه ،وأيضاً الأستاذ نجيب محفوظ الذي صال وجال في
تاريخ مصر كاتباً عدداً من الروايات الناجحة مثل :كفاح طيبة وعبث
الأقدار و اردوبيس وغيرها .
ولم يقتصر الأمر على الأدباء فقط بل كان للشع ارء دورهم البارز في
الخوض في التاريخ ومآسيه لأنهم أروا في التاريخ المادة الخصبة للتعبير
عن مشاعرهم وعواطفهم ،وكان أحمد شوقي أكثر الشع ارء الذين أهتموا
إهتمام بالغ بالتاريخ وأحداثه وشخوصه ،فكتب الكثير والكثير من
الأعمال الشاهدة على ذلك ،وخاصة الكتابات المسرحية ،فكتب مسرحية
على بك الكبير ومصرع كليوبات ار ومجنون ليلى وقمبيز وعنترة والست
هدى وأميرة الأندلس .
98