Page 147 - المسرح الشعري
P. 147

‫علي موقف د ارمي واحد شديد الكثافة يتطور من داخله إلي أن يؤدي إلي‬
‫إنقلاب في مصير الشخصيات داخل رقعة مكانية وزمنية محدودة للغاية ‪.‬‬

 ‫ومما لا شك فيه أن مسرحيات الفصل الواحد تحمل كل مقومات الد ارما‬
    ‫في شكلها ومضمونها والتفاصيل القليلة والحوار الحي الذي هو سمة‬
   ‫الد ارما الحية والشخصيات المحدودة التي تميز مسرحية الفصل الواحد‬
    ‫فمعظم مسرحيات الفصل الواحد تدور أحداثها من خلال شخصين أو‬
         ‫ثلاثة وهذا يذكرنا بالد ارما التقليدية بوجه عام والتي لا تزيد عدد‬

 ‫شخصياتها في بعض الأعمال عن ثلاثة ‪ ،‬ومع ذلك يمكننا التعرف علي‬
 ‫هذا النوع من خلال إبداع الكثير من رواد المسرح المصري أمثال توفيق‬
 ‫الحكيم ونجيب محفوظ ومحمد عناني وصلاح عبد الصبور وبديع خيري‬

                                                             ‫وغيرهم ‪.‬‬

‫ومسرحية الفصل الواحد شكل من أشكال المسرحية القصيرة‪ ،‬وهي قديمة‬
‫قدم الد ارما ويذكر بعض الباحثين أن المسرحية القصيرة قديمة قدم الد ارما‬

    ‫نفسها ‪ ،‬ولقد عرفت منذ زمن اليونانيين القدماء كمسرحية سايترية ‪،‬‬
 ‫والمسرحية القصيرة صقلت علي نحو تقليدي بعد ثلاثية الت ارجيديا التي‬

     ‫كانت تعرض علي جمهور أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد أثناء‬
                                                  ‫مهرجان ديونيسيس‪.‬‬

                                                      ‫‪130‬‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152