Page 132 - النظس السياسية
P. 132
-1النظام الإعلامي السلطوي:
وهي أقدم هذه النظريات حيث ظهرت في القرنين السادس عشر والسابع عشر وانتشرت في
أوربا مع اخت ارع المطبعة ،وفي مجتمعنا المعاصر وجدت هذه النظرية في البلدان الشيوعية
أو الواقعة تحت السيطرة الديكتاتورية ،وهذه النظرية السلطوية تنظر إلي الإنسان باعتباره
تابعا للدولة وأداة لحق الدولة الطبيعي -إن لم يكن الإلهي -في حفظ النظام وتعزيز وجود
الدولة نفسها – وينظر إلي الصحافة في مثل هذا المجتمع كأداة لنشر موقف الدولة علي
الجمهور واحاطته ببيانات السياسة الرسمية للصفوة المختارة الحاكمة.14
وبصرف النظر عن نمط الملكية سواء كانت ملكية عامة أو خاصة للصحف -ووسائل
الاعلام ،-فإن الدولة لها وسائلها التي تحقق من خلالها السيطرة علي هذه الوسائل وتضمن
قيامها بدورها في خدمة السلطة ،مثل نظم الترخيص والقيود التشريعية علي الإصدار
والتوزيع وقيود الرقابة السابقة أو اللاحقة ،وحق السلطة في تنظيم المهنة وانتماءات الأف ارد
لها ،وذلك كله بما يضمن في النهاية ولاء الصحف أو وسائل الإعلام كاملا للسلطة ،وبالتالي
الحد من حرية هذه الوسائل في التعبير أو مناقشة ما تصدره السلطة من ق ار ارت أو تقوم به
من أعمال.15
ويتم استخدام الإعلام كأداة قمعية في يد السلطات التي تتبع في قيادة العمل الإعلامي مناهج
النظرية السلطوية الاستبدادية في الإعلام ،فكل شيء يتم من خلال الدولة ولا شيء غير
129