Page 133 - النظس السياسية
P. 133
ذلك ،والسلطة هي التي تفكر وتقرر وتنفذ والإعلام هو الذي ينشر ويروج من خلال ما هو
مطلوب منه من عزف علي الأوتار التي تخدم السياسات المفروضة علي الناس.
ومن الأفكار الهامة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام
الجماهيرية ،يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيم الوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمام
الحكومة والزعامة الوطنية.
يضاف إلي ما سبق إشكالية أخرى تتعلق بالبيئة السياسية العامة التي يمارس في إطارها
الإعلام دوره في تدعيم قيم المشاركة ،وهي بيئة تكتنفها بعض العوائق في تلك النظم منها
الاختلال الموجود في الإطار القانوني والسياسي ،وحدود فعالية الممارسة الديمق ارطية
(الأح ازب والنقابات والانتخابات البرلمانية ،وغياب قيم الممارسة الديمق ارطية) ،وبذلك يتضح
أن فعالية الدور الإعلامي في تدعيم المشاركة السياسية هو دور مرهون بتطور مناخ
الاتصال السياسي.16
تمثل تجربة هتلر تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية ،وقد عبر هتلر عن رؤيته
الأساسية للصحافة بقوله" • :انه ليس من عمل الصحافة أن تنشر على الناس اختلاف
الآ ارء بين أعضاء الحكومة ،لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول
بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء".
130